قال الحاج الخبير السوداني د.عاصم فتح الرحمن في الشؤون الإفريقية ودول حوض النيل، إن مصلحة إثيوبيا من إنشاء سد النهضة الإثيوبي في إنشاء مشاريع تمدها بالكهرباء والزراعة.

ارتفاع معدلات الفقر وراء سعي إثيوبيا لبناء سد النهضة

وأوضح "فتح الرحمن" أن هذه المناطق قد تتعرض إلى موجات من الغضب الثوري أو من موجات احتجاجية في ظل ما يعانيه المواطن الأثيوبي، من زيادة سكانية وفجوة غذائية تسببت في ارتفاع معدلات الفقر في بلادهم رغم تمتعها بالعديد من الموارد الطبيعية والمائية الضخمة.

وشدد فتح الرحمن الحاج على أنه من الضروري أن تسير الدول الثلاث في اتجاه التنمية بما يخدم البلدان الإفريقية باعتبار أن سياسة إثيوبيا تقوم على التعاون والتكامل الإفريقي لخدمة مصالح الشعوب رغم تحفظات مصر على هذه الأهداف والنظر إليها بنظرة الشك مطالبا بتواجد الإرادة الجيدة وحسن النوايا تجاه خطط إثيوبيا من إنشاء سد النهضة.

مد شبكة الكهرباء من موقع سد النهضة

وكشف الخبير في الشئون الإفريقية عن انتهاء الحكومة الإثيوبية من مد شبكة الكهرباء من موقع سد النهضة بإقليم بني شنقول في إثيوبيا مرورا بمنطقة "المتمة" في الأراضي الإثيوبية حتى منطقة القلابات في الأراضي السودانية وذلك من خلال شركة فرنسية.

وأشار إلى أنه سيتم تنفيذ عدد من الاحتفالات لتوفير الدعم المادي لإنشاء السد بهدف المشاركة الشعبية في تمويل السد، وذلك استعانة بنموذج الرئيس عبد الناصر في تمويل السد العالي في مصر وهز ما حوله إلى مشروع قومي إثيوبي يلتف حوله الشعب الإثيوبي لشعورهم انه سيحل مشاكل الفقر ويدفعهم للمزيد كن العمل للانتهاء من المشروع.


زراعة مليون فدان وتعاون إثيوبي سوداني
ولفت فتح الرحمن إلى وجود مخطط إثيوبي لتحقيق نهضة اقتصادية قائمة على الشراكة الاستراتيجية بين السودان وإثيوبيا بزراعة أراضى شاسعة في المناطق المتاخمة لمنطقة سد النهضة شرق السودان، تصل إلى أكثر من مليون فدان كمرحلة أولى لتكون نواة للتنمية تخدم شعوب البلدين، منوهًا إلى إمكانية مشاركة مصر بخبراتها الزراعية ليصبح المشروع الزراعي هو الأكبر في إفريقيا خاصة في ظل ما تتمتع به مصر من خبرات زراعية في إنتاج المحاصيل لتلبية احتياجات الاستهلاك.

وأوضح أن المشروع الذي تم الانتهاء من تنفيذ مخططه يبدأ من جنوب شرق السودان وينتهي حتى الشمال في الحدود الارترية السودانية الإثيوبية، لافتا إلى أنها منطقة تجود فيها الزراعات التجارية، وتعد من أخصب أراضى السودان، وتتميز بأنها منطقة مطيرة، حيث تسقط الأمطار ٦ أشهر في العام وهو ما يرفع من عائد المياه لإثيوبيا والتي يسقط علي هضبتها أكثر من 1200 مليار متر مكعب من المياه سنويا.


المراوغات الإثيوبية
ومن جانبه حذر د.محمد عبد العاطي خبير المياه الدولي والرئيس السابق لقطاع مياه النيل من المراوغات الإثيوبية التي سوف تحاول إغراق الاجتماع في التفاصيل وتوهت المفاوضات في تفاصيل أدت إلى تزايد الخلافات كأن تطلب إعادة الحوار بين المكتبين للوصول إلى توافق ثم تضغط علي المكتب الفرنسي لتحديد مهام الهولندي بدقه ووضوح، والتي رفض خلال فترة التفاوض السابقة تحديها، وعندما توافق مصر يدخلها في تفاصيل أخرى بان يعطل البيانات التي يحتاجها المكتبين بحجة عدم توافرها، وعند الضغط مرة أخرى من مصر يبدأ في توفيرها، وبهدف استنزاف الوقت حتى يصبح السد أمرًا واقعًا .

أخطاء فنية وسياسية جسيمة
قال وزير الري الأسبق د.محمد نصر الدين علام إن المفاوض المصري ارتكب أخطاء فنية وسياسية جسيمة على طول مسار المباحثات الثلاثية الفاشلة ومازالت وزارتي الري والخارجية مصممين على الاصطدام بحائط التحالف الإثيوبي السوداني وبنفس المنهج القاصر إنقاذًا لفشل المسئولين وليس لصالح مصر.

وأضاف علام أن مصر تنازلت عن وجود خبراء دوليين في اللجنة وتنازلت عن إسناد دراسات السلامة الإنشائية للسد وانشغل الوزراء بالتقاط صور تذكارية بجوار السد وتنازلت عن النص على الحصة المائية في إعلان المبادئ وتنازلنا عن النص على التفاوض على سعة السد فلم يتبق إلا الإقالة الفورية لكل من شارك في هذا التهريج ومحاكمتهم وتغيير مسار المفاوضات قبل حلول الخراب.

مصادر إسثيوبية الهدف من سد النهضة اتسخدام المياه بصورة مناسبة وعادلة

و قالت مصادر إثيوبية مشاركة في الاجتماع السداسي إن الهدف الإثيوبي هو استخدام المياه بصورة مناسبة وعادلة لأنه ليست هناك دول تدعي بأن المياه تخصها وحدها ويتعين علينا تجنب الصراعات وان نبحث عن التعاون المشترك لحل أية خلافات حول المشروع بدلا من تصاعد لغة الخطاب الإعلامي.

أشار المصادر إلى ضرورة إعادة إنتاج جديد للفكر السياسي لمصر تجاه إثيوبيا بما يمكن من بناء الثقة وتنفيذ مشروعات تحقق المصالح المشتركة لمصر والسودان وإثيوبيا حيث يمكن للدول الثلاثة إنشاء قاعدة صناعية متبنة لأنه بدونها لا يمكن أن يكون هناك تطور أو تصدي للبطالة بتوفير فرص العمل للأجيال الجديدة كن الشباب.


واستنكرت المصادر ما تتداوله وسائل الإعلام في مصر بأن إثيوبيا سوف تغلق سد النهضة لحجز مياه الفيضان وهو غير صحيح لأنه سينهار بفعل قوة الماء وان أديس أبابا لديها مختبرات تحدد الأخطار ولديهم تعاون مع كندا في هذا الشأن لمزيد من الضمانات التي تحقق السلامة.

الملكية المشتركة

وقال د. أحمد المفتى، العضو المستقيل من اللجنة الدولية لسد النهضة الإثيوبي، خبير القانون الدولي أن المشروع الإثيوبي كشف عن تقصير مصري سوداني ١٠٠%، لأن البلدين تجاهلا أن أساس أي مشروع مائي على الأنهار الدولية المشتركة، يعتمد على المدخل القانوني، وتقدير الوزن القانوني قبل الشروع في تنفيذ المشروع .

وأضاف أن اتفاق المبادئ الذي وقعه قادة مصر والسودان وإثيوبيا، أدى لتقنين أوضاع سد النهضة، وحوله من سد غير مشروع دولياً إلى مشروع قانونياً.

وأشار المفتى، المستشار القانوني السابق لوزير الري، إلى أن الاتفاق ساهم في تقوية الموقف الإثيوبي في المفاوضات الثلاثية، ولا يعطى مصر والسودان نقطة مياه واحدة، وأضعف الاتفاقيات التاريخية، موضحا أنه تمت إعادة صياغة اتفاق المبادئ بما يحقق المصالح الإثيوبية فقط، وحذف الأمن المائي، ما يعنى ضعفًا قانونيًا للمفاوض المصري والسوداني.

وقال يجب إن يكون هناك موقف واضح لمصر والسودان بأن يكون لهما السيطرة على إدارة السد بنظام مشترك والحل العملي هو الملكية المشتركة بموجب اتفاقية دولية تتضمن الاعتراف بالأمن المائي للدول الثلاث حتى لا نضعف الإدارة، رغم اننى متأكد أن إثيوبيا لن توافق على ذلك.