حكايات| تعافي كائنات مصرية مهددة بالانقراض.. هل ساهم «كورونا» في ذلك ؟

تعافي كائنات مصرية مهددة بالانقراض
تعافي كائنات مصرية مهددة بالانقراض

 يبدو أن كل شئ مرتب ومحسوب جيدا عند الطبيعة الأم، فقد رأت أن مدنية وحداثة الإنسان قد طغت على حياة الكائنات الأخرى، ومثلما سمعنا جميعا عن التعافي البيئي في العديد من دول العالم، فمصر أيضا لوحظ بها تعافيا ظهر على حيواناتها النادر مثل الغزال المصري والوعل النوبي والأرو والكبش، في زمن الإغلاق الذي تسبب فيه تفشي وباء كورونا.

 

دكتور محمد سالم رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة تحدث عن هذه الفرضية التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أكد أن نظم البيئة خارج وداخل المحميات تحتاج لفترة أطول من أزمة كورونا لكي نتمكن من رصد أي تغير يطرأ عليها خاصة أن الرصد بشكل علمي في حاجة إلى وقت أطول من ذلك.

 

اقرأ للمحررة أيضا | حكايات على أبواب مطار القاهرة.. عائدون للحياة بعد «حبسة» كورونا 

 

رصد بيئي

ويوضح دكتور محمد أن في البيئات المصرية الصحراوية كان هناك رصد للغزال المصري خلال أزمة فيروس كورونا بالصحراء الغربية والشرقية وسيناء أيضا تم رصد الماعز الجبلي مؤخرا في مجموعة مكونة من عدد 22، يتابع دكتور سالم بالرغم من أن هذه كائنات نادرة لكن الشواهد تقول إنها تتعافي ولم يجزم أن ذلك التعافي نتيجة لظهور كورونا وابتعاد البشر عن ملوثات الطبيعة .

 

يؤكد رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة أن هذه كائنات مصرية دائمة الوجود .

 

بوابة أخبار اليوم تحدثت مع دكتور سيد أبوبكر مدير عام محميات المنطقة الغربية وهي أحد الأماكن التي يتواجد به  الغزال المصري  والوعل النوبي والكبش الأروي للوقوف على تفاصيل أكثر.

 

يقول دكتور أبو بكر أن الكائنات الثلاثة تنتشر في صحاري مصر في مناطق جبال سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر والصحراء الغربية ومنطقة جبل العوينات وهي من الأنواع المهددة عالميا بالانقراض.

 

ويؤكد دكتور سيد أن البيئات الطبيعية الموجودة في مصر إلى حد كبير مازالت مصانة وملائمة لتواجدها وانتشارها وذلك بفضل إعلان مناطق بساحل البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء كمحميات طبيعية هذه المناطق وفرت حماية كافية لدعم هذه الأنواع بما يسمح بالحفاظ عليها وعدم إتلاف بيئتها الطبيعية.

 

يشير دكتور سيد أبو بكر أن داخل محمية نبق الحياة ممتازة للحيوانات بصورة طبيعية جدا وداخل محمية رأس محمد وسانت كاترين وبصورة عامة في محميات جنوب سيناء وبحالة جيدة أيضا في سلاسل البحر الأحمر والحالة العامة جيدة.

 

يشير دكتور سيد أبوبكر إلى أن محميات جنوب سيناء ومحميات البحر الأحمر تعد بصورة عامة من البقاع عالية القيمة من منظور التنوع البيولوجي وتتعاظم القيمة بتلك المحميات التي تشمل نطاقات أرضية وبحرية مثل محميتي نبق ورأس محمد بجنوب سيناء  ووادي الجمال وعلبه بالبحر الأحمر حيث يبرز أهمية تكامل البيئات المصانة جيداً واتصالها ببعضها بصورة آمنه بما يوفر الحماية للتنوع البيولوجي خاصه لأنواع هامة ومهددة عالمياً من الحيوانات التي تفضل التنقل بحريه بين عدة بيئات خلال حياتها.

 

اقرأ للمحررة أيضا | دلافين بـ«جنسية» مصرية.. الاسم «أبو سلامة» المهنة «منقذ غرقى»

 

تكامل البيئات

ولتوضيح المقصود بتكامل البيئات واتصالها، فعلى سبيل المثال الغزال المصري بمحمية نبق، وكما هو معلوم وثابت علمياً اعتماده علي بعض الأنواع من النباتات البرية في غذائه والتي تتوافر بوادي الكيد بمحمية نبق وتفضيلة لنبات الآراك المنتشر علي مساحه كبيرة تقدر بحوالي 33 كيلو متراً مربعاً بالمحمية بمناطق الكثبان الرمليه الداخليه وهنا قد يعتقد بأن المنطقة الساحلية المقابلة وما بها من غابات للمانجروف والتي تبعد مسافه كافيه عن نطاق الآراك لا تمثل قيمة أو أهميه للغزال إلا أن المشاهدات الحقلية والرصد البيئي قد أظهر تواجد للغزال وسط أشجار المانجروف الساحلي علي مسافه بضعة كيلو مترات من مواطنه الرعوية الطبيعية وبالتالي فإن الإتصال الآمن بين الأنظمة البيئية الساحلية ممثلاُ في المانجروف والأرضية ممثلة في الكثبان الرملية الداخلية حيث الآراك هو ما يحقق التكامل المنشود والدعم الكامل لهذا النوع الذي تفرض حاجته البيولوجية ولو كل بضعة أشهر النزول للحصول علي الأملاح الضرورية له والتي لن يجدها سوي بأوراق المانجروف.      

 

ومما لاشك فيه أن الأنشطة البشرية المفرطة التي لا تأخذ البعد البيئي وحساسية الأنظمة البيئية المتاخمة يمكن أن تؤثر سلباً علي إستقرار الأنواع وقد يدفعها لهجرة مواطنها الطبيعية إلي الأبد.

 

يشار إلى أن ما يؤثر على هذه الأنواع سلبا الأنشطة البشرية المفرطة تهددها لأن هذه الكائنات على درجة عالية من الاتصال مع البشر أي وازعاج يحدث في موطنها يجعلها تنفر من موطنها وتقرر الهجرة منه بصورة مباشرة.

 

ويقول «أبوبكر» إن هناك مفهوم جديد عالمي يتحدث عن تفتت البيئات أو تباعد البيئات بعض من هذه الأنواع حياتها مقترنة بأكثر من بيئة طبيعة مثل الغزال المصري فسلوك الغزال في محمية نبق يتغذى على الأوراق ثم المنجاروف في المناطق الساحلية فإذا قمت بعمل عزل البيئات سوف يؤثر عليها لذلك من أعظم قيم المحميات نجاحها في الحفاظ على اتصال البيئات وتوفير ممرات أمنة تسمح بانتقال هذه الحيوانات بحرية كاملة مما يعزز هذه الأنواع وهذا محقق في محميات سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر فهي محميات ذات طبيعة جبيلة بحرية برية هذا يخلق فرصة اتصال جيد للبيئات الثلاثة.