خبير بالدوريات المحترفة: الإصرار على استئناف الدوري "ضد رغبة الأندية" يخالف مباديء "الفيفا"

طه عزت الخبير في شئون الدوريات المحترفة
طه عزت الخبير في شئون الدوريات المحترفة

أكد طه عزت الخبير في شئون الدوريات المحترفة ولوائح فيفا، ومدير إدارة المسابقات والعمليات برابطة المحترفين الإماراتية، أن الاصرار على استئناف أي دوري في العالم ضد رغبة غالبية الأندية، يخالف أبسط مباديء النزاهة والعدالة في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ويفرض ضرورة البحث عن حل حكيم بدلا من تطور الأمر لصداما قد يصل لحد اللجوء الاتحاد الدولي.

وتطرق عزت، في الحوار الخاص مع "بوابة أخبار اليوم"، كوجهة نظر حيادية، للجدل الدائر في الدوري المصري، حول عودة المسابقة أم انهائها واطلاق الموسم الجديد في سبتمبر المقبل.

وكان الحوار التالي..

-  هل قرار عودة النشاط الرياضي مسئولية الدولة أم اتحاد الكرة ؟ 

عادة الدولة تكون مسؤول عن قرار عودة (النشاط الرياضي) فقط، وهو المتعلق بالعودة للتدريب، ويختلف شكلا ومضمونا، عن عودة استئناف الدوري خصوصا كرة القدم، وبالتالي لا يمكن للدولة إتخاذ القرار الخاص بكرة القدم، والا سيعتبر ذلك تدخلا حكوميا يعرض اتحاد الكرة لعقوبات من الفيفا. وفي أوروبا كانت بعض الحكومات ترفض عودة اللاعبين للتدريبات لسلامتهم أولا، وبسبب الأسباب الصحية التي تمر بها دول العالم،  وعليه وبعدما وافقت الحكومات على عودة النشاط الرياضي، يأتي هنا دور الروابط المحترفة واتحادات الكرة، والتي يكون قرارها يخص فقط استئناف النشاط الكروي من عدمه، لأن لكل دولة خصوصية في ذلك الشأن، وفقاً للامكانيات والموقف من عدد الإصابات، وروزنامة المسابقة وعدد الجولات المتبقية على استكمال الموسم، بالاضافة لضرورة الالتزام بالبروتوكول الخاص بعودة النشاط.

- إذا ما هي الآليات التي على أساسها يتم الموافقة على استئناف الدوري ؟

توجد كثير من العوامل التي تؤثر على قرار استكمال الموسم من عدمه، نظرأ للخسائر المالية المترتبة على إيقاف النشاط بعد أن أصبحت كرة القدم صناعة يعمل بها آلاف الموظفين بل ملايين من الأشخاص ولكن هناك ضوابط محددة، أهمها يتعلق برغبة الأندية في استكمال المسابقة، والتأكد من الضمانات الصحية لسلامة اللاعبين، وعدم التأثير على بداية الموسم الجديد، لانه في حال استكمال الموسم الحالي وتأثيره على الموسم القادم ستكون هناك خسائر أخرى للموسم القادم، في حال تأخر استئنافه أو الغاءه لصعوبة استكماله، كما هو الحال في مصر، حيث يراد استكمال 17 جولة كاملة يتخللها توقفات للمنتخب الوطني في تصفيات كأس افريقيا وكأس العالم، هذا الأمر  صعب للغاية على الأرض، امكانية جدولة المتبقي من الدوري، وانطلاق الموسم الجديد، الذي قد ينطلق وفق هذا الشكل في يناير المقبل أو ديسمبر.

- وفي حالة استمرار الصدام بين الأندية الرافضة لاستئناف للدوري واللجنة الخماسية  ؟

الاصرار على استكمال الموسم الكروي، في ظل استمرار المخاطر الصحية، يفتقد لأبسط مباديء النزاهة والعدالة الرياضية، لاسيما اذا تمسكت الأندية بعدم العودة وأخطرت اتحاد الكرة بذلك، ووقتها بالتأكيد سيرفض فيفا أن يستأنف دوري دون موافقة اغلبية الأندية،  خصوصا أن المخاطر في ( حالة الدوري المصري) لا تتعلق فقط بطول فترة المؤجلات، ولكن ايضا بتأخر انطلاق الموسم وتعرض اللاعبين لمخاطر الاصابات وعدم قدرة الأندية على الاستعانة بالصفقات الجديدة، وتوقف انتقال اللاعبين الذين تركو أنديتهم بالفعل، مثل أحمد فتحي او غيره، فلا يحق فتح باب القيد الا بعد انهاء الموسم أو الغاءه.

وبالتالي في حال اصرار الأندية (الرافضة) على موقفها، وايضا إصرار اللجنة الخماسية على موقفها، هنا تفرض اللوائح، ضرورة دعوة الأندية لاجتماع جمعية عمومية خلال اسبوع على اقصى تقدير، للتصويت على عودة النشاط من عدمه، ونصيحتي للجنة الخماسية باتحاد الكرة أن يسمع لصوت غالبية الأندية.
 
- لكن ماذا عن البروتوكول الخاص باستئناف النشاط الرياضي وما هي أهم الأمور التي يجب أن تتوافر فيه؟

يجب أن يتم التفرقة بين البروتوكل الذي تصدره الدولة لاستئناف النشاط الرياضي، والبروتوكل الخاص بنشاط كرة القدم، فالدولة تصدر تعليمات عامة لمارسة النشاط الرياضي ككل، وكما حدث في الدوريات الأوروبية وحتى في الدوري السعودي الذي سيستأنف قريبا، تم عمل بروتوكول خاص بعودة التدريبات وبروتوكل خاص بعودة المباريات وهنا يجب أن نتوقف عند تلك النقطة بروتوكول عودة التدريبات: 

أولا : أخذ مسحات من جميع اللاعبين والمتواجدين داخل التدريب، ومن جهاز فني واداري وفي حال سلبية المسحات نبدأ بالسماح بالتدريبات الفردية ومن ثم التدريبات على نطاق مجاميع صغيرة، وفي الاخير التدريبات الجماعية، وهذا الأمر يحتاج لوقت طويل لتجهيز اللاعبين قد يستمر لشهر على الأقل .
ثانيا : تعقيم جميع المنشآت قبل وبعد واثناء كل تدريب في الأماكن التي سيتواجد بها اللاعبون وعدم استخدام غرف الملابس.
ثالثا : في حال ظهور حالات ايجابيه يجب عزل اللاعبين واعادة المسحات لجميع المخالطين مع عزل الحالة المصابة لمدة ١٤ يوم وحتى تكون العينة سلبيه لمرتين.

اما بروتوكول عودة المباريات، فيجب تقسيم الملعب لثلاثة قطاعات ولكل قطاع يكون له عدد محدد متواجد وتختلف القطاعات على حسب المدة التي سبقت عمل المسحات وهنا سنركز على القطاع الاهم وهو قطاع الملعب وغرف الملابس green zone يجب ان يتواجد في ذلك القطاع فقط من قام بعمل مسحات قبل ٤٨ ساعة  وبعض الدوريات مثل الدوري الإنجليزي قبل 5 أيام وجاءت نتيجته سلبية.

كما يجب أن يأتي اللاعبين في سيارات منفردة او اكثر من اتوبيس للتباعد الاجتماعي، على سبيل المثال في بروتوكول الدوري الإنجليزي والالماني، يجب ألا يتجاوز العدد داخل الملعب عن ٣٠٠ شخص شامل اللاعبين والمصورين والصحفيين والحكام على الا يتواجد داخل ارضية الملعب عن ١٠٠ شخص .