جيل 90 وحلم أوروبا.. بين مغامرة التوأم ومشوار رمزي وغياب شوبير والكاس

التوأم حسام وإبراهيم حسن
التوأم حسام وإبراهيم حسن
في مثل هذا اليوم، 21 يونيو من العام 1990، انتهت مغامرة منتخب مصر في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا عقب الهزيمة أمام إنجلترا بهدف نظيف سجله مارك رايت ووداع البطولة في أقوى مشاركات الفراعنة بالمونديال حتى الآن.
 
الجيل الذي كونه الجنرال الراحل محمود الجوهري على مدار عامين من 1988 حتى 1990، لفت أنظار العالم، وبعد أن دخل المونديال بقائمة تضم 3 لاعبين فقط في دوريات أوروبية هم مجدي عبد الغني في بيرامار البرتغالي ومجدي طلبة في باوك ثيسالونيكي اليوناني وطارق سليمان في بولي السويسري، تهافتت الأندية الأوروبية على ضم أبناء الجوهري.
 
موقف الثلاثي
 
واصل الثنائي مجدي عبد الغني ومجدي طلبة مشوارهما في البرتغال واليونان عقب نهائيات كأس العالم 1990، وتطورت خبراتهما الدولية، فيما وقع طارق سليمان لنيوشاتل زاماكس ولم يشارك ليعود إلى الدوري المصري في العام ذاته.
 
استمر عبد الغني لموسمين مع بيرامار قبل أن يعود إلى مصر مجددًا، فيما واصل طلبه مشواره لموسمين مع باوك أصبح خلالهما أول قائد مصري لفريق أوروبي ينافس في كأس الاتحاد الأوروبي، ثم حقق بطولتي الدوري وكأس بلغاريا مع ليفسكي صوفيا وتوج بالدوري القبرصي مع أنورثوسيس فاماجوستا قبل العودة إلى الأهلي ومواصلة مشوار التألق.
 
هاني رمزي
 
تلقى هاني رمزي، نجم دفاع منتخب مصر والنادي الأهلي الشاب، عرضًا للمعايشة مع نادي ساوثامبتون الإنجليزي وسافر للانضمام لمعسكر الفريق ونجح باقتدار ليصطدم برفض النادي الأهلي للعرض المقدم من النادي الإنجليزي مقابل 800 ألف دولار.
 
طلب الراحل عبده صالح الوحش، رئيس النادي الأهلي آنذاك، مليون دولار نظير الاستغناء عن خدمات هاني رمزي وهو ما نجح نادي نيوشاتل زاماكس السويسري في تلبيته بدفع 300 ألف دولار مقدم و700 ألف أخرى بعد 3 شهور.
 
نجح رمزي في تثبيت أقدامه سريعًا مع نيوشاتل زاماكس ونال ثقة مدربه الإنجليزي روي هودجسون وأصبح عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في تشكيل النادي السويسري واستمر به 4 مواسم قبل الرحيل إلى الدوري الألماني.
 
وبعد 120 مباراة ولقب وحيد للسوبر الألماني بقميص فيردر بريمن، انتقل هاني رمزي ليصبح أحد أساطير نادي كايزرسلاوتيرن بعدما شارك في 166 مباراة بقميصه مسجلاً 16 هدفًا في مختلف البطولات خلال الفترة من 1998 حتى 2005، قبل أن يعلق حذائه مع فريق الدرجة الأولى ساربروكن في 2006.
 
التوأم حسن من اليونان إلى سويسرا
 
بدأ التوأم حسام وإبراهيم حسن مغامرة أوروبية من ثيسالونيكي رفقة زميلهما مجدي طلبة وتألق إبراهيم كثيرًا بقميص باوك في ظل تعرض توأمه حسام لإصابات متكررة.
 
وعندما بدأ حسام حسن المشاركة مع باوك نجح في خطف قلوب الجماهير بهدف رائع في مرمى أولمبياكوس كبير العاصمة آثينا في كأس اليونان.
 
شارك إبراهيم حسن مع باوك في 24 مباراة في الدوري اليوناني، وسجل 6 أهداف منها هدف تاريخي في مباراة كبرى أمام باناثينايكوس عملاق العاصمة أثينا من ضربة خلفية مزدوجة، فيما شارك حسام حسن في 19 مباراة بالدوري اليوناني وسجل 4 أهداف.
 
كل الظروف مهيئة للتألق في نيوشاتل.. والتوأم أيضًا في الموعد، بعدما شارك إبراهيم في 13 وحسام في 8 مباريات بالدوري السويسري، لكن المفاجأة كانت في بطولة أوروبا.
 
وافتتح إبراهيم السجل التهديفي للمصريين في المسابقة الأوروبية الكبرى عندما أحرز أول أهدافه بقميص نيوشاتل في الدوري التمهيدي لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي في مرمى فلوريانا بطل مالطا وفاز الفريق السويسري بنتيجة 2-0.
 
ثم جاء دور الأسطورة الذي دائمًا ما يبهر الجمهور، ففي يوم الأربعاء 22 أكتوبر عام 1991 على ملعب «لا مالاديير» استضاف نيوشاتل منافسه سيلتك بطل اسكتلندا الشهير في ذهاب دور الـ 32 من المسابقة ذاتها وكان حسام حسن حاضرًا بقوة ليسجل رباعية تاريخية في الدقائق 10، 20، 55، 76، ليصبح اللاعب العربي الأول والأخير الذي يسجل "سوبر هاتريك" في بطولة أوروبية كبرى، محققًا بذلك رقمًا قياسيًا وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بعد فوز فريقه السويسري على ضيفه بطل اسكتلندا بخماسية مقابل هدف وحيد وخسارته بهدف في الإياب.
 
وتبادل حسام وإبراهيم الأدوار أمام ريال مدريد ضمن منافسات المسابقة ذاتها، وفي الدقيقة 36 من عمر المباراة بين نيوشاتل والعملاق الإسباني، تُحتسب ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء الريال يتقدم إبراهيم ويسددها مباشرة لتسكن شباك الحارس باكو بويو معلنة تقدم الفريق السويسري الذي أنهى المباراة لصالحه بهذا الهدف محققًا فوزًا يفتخر به جمهوره حتى الآن.
 
شوبير والكاس وحلم البريميرليج
 
تلقى أحمد شوبير، حارس مرمى منتخب مصر المتألق في المونديال، عرضًا رسميًا من نادي إيفرتون الإنجليزي وذهب لقضاء فترة معايشة ووقع بالفعل على عقود الانضمام لغريم ليفربول وجاره اللدود.
 
وعقب توقيع العقود عاد شوبير إلى مصر وقبل السفر إلى إنجلترا للانضمام لمعسكر إيفرتون فوجئ بأن السفارة تطالبه بتصريح العمل وهو ما لم يستطع إنجازه في ذلك التوقيت ففضل الاستمرار مع النادي الأهلي.
 
أما أحمد الكاس الذي تألق بقميص منتخب مصر فرفض عرضين ولا في الأحلام أولهما من نادي تشيلسي الإنجليزي والآخر من يوفنتوس الإيطالي عن طريق نجم فرنسا السابق دومينيك روشيتو الذي كان يعمل وكيلاً للاعبين في هذا التوقيت.
 
وتمسك الكاس بالاستمرار في مصر للبقاء بجوار أسرته رافضًا مبدأ الغربة، حتى بعدما تلقى عرضًا من مارسيليا الفرنسي.