بدون إزعاج

عذراً حبيبتى

مصطفى عدلى
مصطفى عدلى

اليوم اكتب لها، احكى لكم عن جمال روحها، عن عفويتها التى اعشقها، عن ابتسامتها الخجولة، هى ملهمتى، رحلتنا تقترب من ميلادها التاسع، لكن بداخلى بدأت منذ أعوام طوال أعجز عن عدها، اليوم أمنحها شكرا لم تطلبه، لا تنتظره، أنقل لها مشاعر حقيقية، بعيدة عن الرمادى، اقدم اعتذارى عن سقطات لم اتعمدها، عن ابتعاد فرضته الحياة بحثا عن الأفضل فى مهنة بعثرت شبابنا، حبيبتى اخترت ان اكتب الآن بعد منحة وهبتها لنا كورونا بعودة حقيقية للديار، بفرصة ربما لن تعوض لترتيب أوراقنا، حياتنا، قد ادين لهذا الوباء بتلك الفرحة، السعادة التى تاهت لظروف قهرية فرضها واقعنا جميعًا بحثًا عن لقمة للبقاء، حبيبتى اعتذر منك لما مضى من أوقات كنت فيها حاضرًا بجسدى غائبًا بمشاعرى عنكم، عن صغارى، اما قراء تلك السطور، ادعوكم ان تبحثوا عن فرحتكم داخل منازلكم، ان تحمدوا الله على نعمة كورونا لأنها أنقذتنا من أمراض مزمنة اكثر خطورة على بيوتنا التى لم تعد تتذكر ملامحنا، حاولوا ان تنتصروا على الخوف من المرض، نقبوا عن احضان من تحبون، عودوا لأطفالكم بتفاؤل ويقين، استغلوا لحظاتكم من أجل رحلة قادمة اكثر سعادة وفرحة، اما وباء كورونا فأعتقد انه منحة عاقل من يدرك قيمتها، وجاهل من يخشى عواقبها لأنها قدر محتوم لا بديل عن مواجهته بكل شجاعة.