لم تتعلم في مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية ، واختزلت كل مراحل التعليم بالحصول على أول شهادة كفاءة المعلمات من المنزل عام 1929، وكنت الأولى على القطر المصري ، حتى صارت أستاذة جامعية ومفكرة وباحثة وكاتبة .

عائشة عبدالرحمن أو بنت الشاطئ ذلك اللقب الذي اختارته لنفسها لتكتب مقالاتها باسم مستعار خوفاً من إثارة حفيظة والدها .
ولدت بنت الشاطئ فى 6 نوفمبر عام 1913 بمحافظة دمياط ، وكان والدها مدرسا بالمعهد الديني وجدها لأمها كان شيخا بالأزهر الشريف، كما تلقت هي تعليمها في المراحل الأساسية بالكتاب ومن المنزل ﻷن والدها كما ذكرت هي بنفسها كان من الجيل الذي يكره خروج البنات للتعليم.

حصلت على شهادة كفاءة المعلمات عام 1929 ثم حصلت على الشهادة الثانوية عام 1931م ، و لم تتوقف مسيرتها التعليمية عند هذا الحد بل التحقت بجامعة عين شمس وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية، ثم حصلت على الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 ، وواصلت مسيرتها العلمية حتى درجة الدكتوراه عام 1950 م وناقشها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.
برزت موهبتها الأدبية وهي في الجامعة حيث ألفت كتابها الأول"الريف المصري" وهي بعامها الجامعي الثاني، وتزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء.

عملت بنت الشاطئ أستاذة للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وبعد ذلك أستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس، كما عملت أستاذة زائرة لجامعة أم درمان، ولجامعة الخرطوم وجامعة الجزائر، ولجامعة بيروت، ولجامعة الإمارات، وكلية التربية للبنات في الرياض ، كما شغلت عضوية مجموعة من الهيئات الدولية المتخصصة ومجالس علمية كبيرة مثل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر ، و المجالس القومية المتخصصة ، و المجلس الأعلى للثقافة، كما كانت أيضاً أحد أعضاء هيئة الترشيح لجوائز الدولة التقديرية بمصر.

كانت بنت الشاطئ صاحبة إنتاج أدبي غزير ومتنوع في الدراسات القرآنية و تراجم سيدات آل البيت النبوي ، كما قامت بتحقيق الكثير من النصوص والوثائق و المخطوطات ، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي. وكتاب "بطلة كربلاء"، وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وما عانته في واقعة عاشوراء في سنة 61 بعد الهجرة، ومقتل أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب، والأسر الذي تعرضت له بعد ذلك ، ومن مؤلفاتها سكينة بنت الحسين، مع المصطفى، مقال في الإنسان، نساء النبي، أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب، أعداء البشر، أرض المعجزات..رحلة في جزيرة العرب.

كُرمت بنت الشاطئ عن نشاطها الأدبي من مصر والدول العربية فحصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1978، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م.

وفى 1 ديسمبر 1998تعرضت بنت الشاطئ لسكتة قلبية فقدتها على أثرها الساحة الثقافية ، وودعتها مصر في جنازة مهيبة حضرها العلماء والأدباء والمثقفون الذين جاءوا من شتى الدول، وأمّ صلاة الجنازة شيخ اﻷزهر.