ترشح لعضوية مجلس الشعب، فأصبح رئيسًا للمجلس، ثم رئيس للجمهورية، ليكتب التاريخ بأن د. "صوفي أبو طالب"، هو أول رئيس جمهورية مؤقت يحكم مصر لمدة 9 أيام.

لم يكن في حساباته أو أماله أن يصبح رئيس لجمهورية مصر العربية، ولكنه القدر الذي كتب للرئيس الراحل "محمد أنور السادات" أن يستشهد على يد الإرهاب في احتفالات أكتوبر عام 1981، فأصبحت البلاد بحاجة إلى رئيس مؤقت لإدارتها، لحين انتخاب رئيس جديد .
وحينذاك كان "صوفي أبو طالب"، رئيسًا لمجلس الشعب، وآلت له السلطة المؤقتة، لحين انتخاب رئيس جديد، وكانت تلك الفترة لا تتعدى الـ 9 أيام في الفترة من 6أكتوبر إلى 14 أكتوبر 1981، ومن ثم انتخاب الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك".
جاء تولي أبوطالب للرئاسة تنفيذًا للدستور الذي ينص على أن يتولى رئيس مجلس الشعب المنصب الرئاسي، حال خلو منصب رئيس الجمهورية بالوفاة، وإذا كان المجلس منحلاً وقتها يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا، وذلك بشرط ألا يرشح أيهما للرئاسة.

وجدير الذكر أن الدكتور صوفي أبوطالب من مواليد 27 يناير عام 1925 بالفيوم، تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، وحصل على دبلوم القانون العام في 1947، وفي عام 1948 أوفد في بعثة إلى فرنسا وفي عام 1949 حصل على دبلوم تاريخ القانون والقانون الروماني من جامعة باريس.

في عام 1950 حصل علي دبلوم القانون الخاص من جامعة باريس، وفي عام 1957 حصل على درجة الدكتوراه من جامعة باريس، كما حصل في عام 1957 على جائزة أفضل رسالة دكتوراه من ذات الجامعة، وفي عام 1959 حصل علي «دبلوم قوانين البحر المتوسط» من جامعة روما.

تدرج أبوطالب في وظائف هيئة التدريس بكلية الحقوق في جامعة القاهرة حتى وصل إلى درجة أستاذ جامعي ودكتور بالكلية ورئيس قسم تاريخ القانون. وفي الفترة من عام 1966 إلى 1967 عين مستشارًا لجامعة أسيوط، وخلال الفترة من 1967 إلى 1973 عين مستشارًا لجامعة القاهرة ثم نائبًا لرئيس الجامعة وفي الفترة من 1975 إلى 1978 تولي منصب رئيس جامعة القاهرة، وكان منحازًا شكل كبير لأبناء الفيوم المغتربين، والذي ظل يطالب بأن يكون للكلية فرع في الفيوم ومن ثم توالت الكليات إلى أن أصبح هناك جامعة الفيوم، التي وفرت شكل كبير فرص التعليم للقادرين والغير قادرين.

كما شارك في إنشاء قسم الدراسات القانونية بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، وكان عضوًا بمجلس إدارة «معهد الدراسات الإسلامية» وعضو «المجلس القومي للتعليم»، وعضوًا منتخبًا باللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي عام 1975. كما شغل عدة مناصب أخرى، حيث كان عضوًا في «المجلس الأعلى للفنون والآداب»،ومقررًا للجنة تاريخ القانون للمجلس الأعلى للفنون والآداب، وعضوًا بمجلس إدارة «جمعية الاقتصاد والتشريع»، وسكرتير «جمعية رعاية الطالب»، ونائب رئيس «جمعية الشباب المسلمين».

وفاز في عام 1976 فاز بعضوية مجلس الشعب عن دائرة طامية ــ الفيوم وتم انتخابه رئيسا للجنة التعليم بالمجلس، ثم تولى رئاسة مجلس الشعب عام 1978وحتى 1983، وبعد تركه المجلس، استمر في العمل الأكاديمي أستاذًا للشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، ثم عضوا في مجمع البحوث الإسلامية.
وفى فجر 20 فبراير 2008، جاء خبر وفاة الدكتور أبو طالب من ماليزيا، عندما كان يشارك في الملتقى العالمي الثالث لرابطة خريجي الأزهر حول العالم في كوالالمبور‏.