قضية ورأى

خلاصة القول فى التعامل مع كورونا

عادل فاروق البيجاوى
عادل فاروق البيجاوى

عادل فاروق البيجاوى

من المعروف لدى أهل الطب والآن - بسبب الجائحة - لدى غالبية العامة أن أى وباء لن يتم القضاء عليه بدون مصل، وهذا بالنسبة للكورونا لن يكون متاحًا قبل 9 شهور على الأقل، وسيحتاج إلى وقت لإجراء اختبارات أمان ودراسات حتى يمكن اعتماده وإتاحته عالميًا، وخلال تلك الفترة سيعانى العالم من موجات نشاط الفيروس ثم خموده، وفيما يتعلق بالعلاج فإن العلاجات المتاحة الآن إما لرفع جهاز مناعة المصابين أو لتفادى حدوث مضاعفات للمرض وليس علاجا للفيروس ذاته.
وبالتالى فإن الفيروس واقع، وسيظل موجودًا لفترة يعلم الله مداها، وخلال تلك الفترة سنشهد أعدادًا من الإصابات والوفيات، وهو ما أكدته تصريحات المسئولين (منظمة الصحة العالمية: تعايشوا معه، رئيس وزراء بريطانيا: ودعوا أحبابكم، المستشارة الألمانية: 70% من السكان سيصابون).
والتساؤل الأول هنا ما الحل؟ كل الحلول تهدف إلى بناء مناعة مجتمعية ضد الفيروس ويفيد ذلك فى رفع المناعة المجتمعية ودحر ذاتى مجتمعى للوباء، وذلك من خلال تعامل الناس ودورة طبيعية لحياة المجتمع لكن بشروط وهى عزل الفئات عالية الخطورة (المسنين، أصحاب الأمراض المزمنة، الالتزام بالتباعد المجتمعي، عزل منزلى لكل من تظهر عليه أى شبهة أعراض أو مخالطيهم) مع السماح باستمرار التعاملات للمساعدة فى خلق مناعة القطيع طالما معدل الإصابات المؤكدة لا تحدث فيه قفزات متتالية أما إذا ارتفعت المعدلات فلابد من تطبيق العزل التام، ولن يستطيع أى مجتمع تحمل عزل تام ولشهور انتظارًا لانتهاء الوباء، ومن الطبيعى أن تعود الحركة والسفر والتعامل لكن بقيود تضمن محدودية الانتشار، وما يجرى فى مصر هو مزيد من الاختلاط لبناء مناعة مجتمعية، ويساعد على ذلك قلة عدد الحالات رغمًا عن انزعاج البعض من عدد حالات يعتبر قليلًا لدرجة أنه تتمناه الكثير من الدول.
والتساؤل الثانى هنا ما سبب قلة الحالات فى مصر؟ أولًا: التحليل لمن تظهر عليه الأعراض فقط، وهو أسلوب مقبول من منظمة الصحة العالمية لأننا نشخص نسبة وجود مرض له أعراض وليس نسبة انتشار العدوى، ثانيًا: نسبة كبيرة من عدد سكان مصر من الشباب وهم أقل عرضة للفيروس ومضاعفاته، ثالثًا: فى مصر التطعيم ضد الدرن وتكرار تطعيم شلل الأطفال على مدى سنوات والتى ثبت أنها ترفع الاستجابة المناعية ضد الفيروس، رابعًا: مصر دولة مزدحمة مما يسمح بتكرار الإصابة بالفيروسات التنفسية وبالتالى جهاز المناعة مستعد دائمًا للتعامل مع هذا الفيروس وغيره.
الخلاصة لا الفيروس ولا الإصابات ولا الوفيات ستنتهى فى القريب العاجل، وبالتالى فتعامل الناس قد يفيد شرط الالتزام بالقواعد الصحية الوقائية والتباعد المجتمعى الذى لا يلتزم به المصريون وهو ما يجب أن نخرج من هذه التجربة بتغييره مع حظر الشيشة التى تنقل الفيروس وغيره من المشاكل التنفسية الخطيرة.
> أستاذ بكلية الطب - قصر العينى