إنها مصر

من أين جاءوا ؟

كرم جبر
كرم جبر

يعجبنى قول الشيخ الشعراوى: «إنها مصر، التى قال عنها صلى الله عليه وسلم أهلها فى رباط إلى يوم القيامة.. من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟ إذن فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟».
«مصر التى صدرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدرته حتى للبلد الذى نزل فيه الإسلام.. أتقول عنها ذلك؟ ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، وأما دفاعاً عن الإسلام فانظروا إلى التاريخ.. من الذى رد هجمة التتار.. إنها مصر.. وستظل مصر رغم أنف كل حاقد».
يعجبنى قول الشعراوى لأنه كان منصفاً لبلده يعشق الأديان بفطرته، ولا يمكن لأحد أن يزايد على إيمانه، وحبه لله ورسوله الكريم.. فمن أين جاء هؤلاء الخوارج الذين يقتلون أولادنا فى سيناء؟
إنهم أحفاد قتلة على بن أبى طالب وعثمان بن عفان والإمام الحسين، وأتباع كل إرهابى مجرم رفع سلاحاً فى وجه أبنائها الطيبين.
من أنتم ومن أين جئتم؟
من مستنقعات الدم والنار، وتصوروا أن سيناء يمكن أن تكون وطناً لهم، يرفعون فوقها رايتهم السوداء، وينشدون «صليل الصوارم»، ويفعلون ببلدنا مثل سوريا والعراق واليمن.
ماذا يفعلون؟
فى العراق كانوا يفخخون الأطفال المختطفين والمرضى النفسيين ويفجرونهم بالريموت كنترول فى الأسواق المزدحمة، وكانوا يحملون النعوش المعبأة بالمتفجرات ويتركونها بين من جاءوا لتأدية واجب العزاء.
كانوا يعلقون الناس أحياء فى ماكينات شى اللحوم، ويستمتعون بتقطيع أجسادهم بالسكاكين الحادة، وكانوا يلعبون الكرة برءوس الضحايا، ويعلمون الأطفال الصغار كيفية قطع الرقاب.
اغتصبوا البنات الصغيرات، وشاهدت فيديو حزينا لبنت صغيرة وهى تصرخ فى إرهابى اغتصبها بعد القبض عليه: لماذا فعلت ذلك وأنا فى عمر ابنتك؟
هؤلاء هم قتلة أولادنا باسم الدين، وأرادوا تحويل الأرض الطيبة إلى مستنقع للخوف والرعب، يجمعون فيها شتات الإرهابيين من كل بقاع الدنيا، ذئاب بشرية يبحثون عن فرائس يلتهمونها.
سيناء لم تكن ولن تكون إلا مصرية، ومقبرة لكل من يفكر أن يدنس أرضها الطاهرة التى ارتوت بدماء وأرواح شهدائنا الأبرار على مر العصور، ومن أراد بها شراً، فلن يجد إلا القوة الغاشمة.
البادى أظلم وذوقوا العذاب المر جزاء أعمالكم الإرهابية الدنيئة، فقواتنا التى صبرت عليكم كثيراً فاض بها الكيل، وفى رقبتنا جميعاً حق الشهداء، وسيدفع الذين ظلموا ثمن كل قطرة دماء.
>>>
قال الألبانى رحمه الله «من علماء الحديث»: يغنيك عن الدنيا مصحف شريف، وبيت لطيف، ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف، العزلة مملكة الأفكار، والدواء فى صيدلية الأذكار، وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك فى قلبك.
اعلم أن الدنيا خداعة، لا تساوى هم ساعة، فاجعلها لربك سعياً وطاعة، أتحزن لأجل دنيا فانية؟! أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية؟! أتضيق والله ربك؟! أتبكى والله حسبك؟! الحزن يرحل بسجدة.. والبهجة تأتى بدعوة.. العافية إذا دامت جُهلت، وإذا فُقدت عُرفت.