حكاية زكي رستم.. والكولونيا

زكي رستم
زكي رستم

كان زكي رستم من أسرة مصرية كبيرة يحمل جميع أفرادها الرتب قبل إلغائها، وليس فيهم من يحمل لقب "أفندي" غير زكي رستم فقط، وعندما نزل إلى ميدان الفن، وانضم إلى فرقة رمسيس، كان يعامل زملاءه بشيء من الغطرسة، وكان يحمل معه زجاجة كولونيا فإذا نسي وصافح أحد أفراد الفرقة أسرع بغسل يديه بالكولونيا.

وبسبب تصرفه هذا أطلق عليه بأنه بطل الوسوسة على مستوى العالم حيث كان يخشى جميع الأمراض، ويعتقد أن الميكروبات تطارده في كل مكان، ويجب عليه أن يتحصن ضدها بالأمصال، غير أنه من شدة الوسوسة كان زبون دائم لدى كل أطباء مصر في جميع التخصصات، ويحفظ أرقام تليفوناتهم عن ظهر قلب، حتى أنه كان لديه صيدلية منزلية تضم جميع الأدوية، ويقوم خادمه بوضعها بعناية شديدة على المائدة أثناء تناوله الطعام، فهذا دواء قبل الأكل، وذاك بعد اللقمة الأولى، ودواء ثالث بعد الصنف الأول من الأكل، ورابع في منتصف الأكل، وخامس في نهاية الأكل، ودواء سادس لهضم جميع هذه الأدوية.

وبحكم الصداقة التي كانت تربط زكي رستم بالفنان حسن فايق الذي كان يعاونه في شراء هذه الأدوية حتى أصبح فايق خبيرا في جميع أنواع الأدوية، وفكر في استغلال هذه الخبرة وساهم مع أحد الصيادلة في افتتاح اجزاخانة كبيرة في حي شبرا.