الداعية أسامة فخري يكشف سر العلاقة بين باب الريان والصائم

الداعية أسامة فخري الجندي
الداعية أسامة فخري الجندي

واصل الدكتور أسامة فخري الجندي، الداعية بوزارة الأوقاف خواطره حول شهر الصيام، حيث أشار في خاطرة اليوم التي جاءت بعنوان «باب الريّان وصيام الجوارح»، إلى ما روي عن سهل (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  قال:(إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُون لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَد).

وقال: إن الذي يتأمل كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  يدرك أمرين : أولهما : أنه (صلى الله عليه وسلم) قال : (إن في الجنة بابًا) ولم يقل:(إن للجنة بابًا) مما يخبر بأن دخول الجنة أمرٌ متحقق، فقوله: (للجنة) يفيد أن بابًا للجنة من خارجها، وأما قوله:(في الجنة بابًا) يفيد أنه بداخل الجنة.

وأما الأمر الثاني:فهو قوله:( يقال له الريّان )، ومعلوم أن الريّان من الإرواء، فهل المقصود هنا إرواء من العطش وانتهى الأمر ؟!

وتابع الداعية بالأوقاف: رسول الله يريد أن يلفتنا إلى أن الإرواء واقعٌ لكل جارحة صامت عن كل ما نهى الله عز وجل بنعيم من عند الله عز وجل في الجنة، إذن فليس الأمر متوقفًا عند حدِّ صيام البطن والفرج، وإنما لا بد من صيام الجوارح؛ ولذلك روى أبو هريرة (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:(رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ , وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ).

وشدد على كلِّ مسلم إذن أن يُصّوِّمَ الجوارح عن كل ما نهى الله عز وجل، وهذا يحقق معنى رائعًا وهو "وقف القلب لله عز وجل"، فمعلوم أن القلب هو الذي يُحرّك الجوارح ويوجّهها، فإذا أوقف الإنسانُ قلبَه لله عز وجل، حكم القلبُ حركةَ الجوار، فتنفعل الجوارح لإرادة القلب، وإرادة القلب هي أن توافق مراد الله عز وجل، ومن ثم فلا تقع الجوارح في أي معصية في حق الله تعالى أبدًا.