إنها مصر

الطامعون فى سيناء !

كرم جبر
كرم جبر

استعادت مصر أراضيها بحرب أكتوبر المجيدة، وأيضاً عن طريق مباحثات السلام الصعبة التى لم تكن فسحة ولا نزهة، ولم يفقد المفاوض المصرى إصراره على استرداد كامل التراب الوطنى.
واجهتنا مشكلة طابا فلجأنا إلى التحكيم الدولى، وعندما ماطلت إسرائيل فى إخلاء مستوطنات سيناء، كان إصرار المفاوض المصرى أقوى من العناد الإسرائيلى، واستكملت مصر عملية الانسحاب فى 25 أبريل 1982.
الرئيس جمال عبد الناصر كان يردد دائماً عبارة «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، ولم تترك إسرائيل شبراً من سيناء، إلا بعد أن تأكدت أن ثمن البقاء سيكون فادحاً.
أخطأت الدولة فى إهمال سيناء بعد تحريرها، وكان الخوف من تكرار تجربة شراء اليهود للأراضى الفلسطينية قبل احتلالها، وأن تكون الاستثمارات الأجنبية مدخلاً لعودة إسرائيل إلى سيناء تحت مظلة استثمارية.
وبعد 25 يناير استيقظت أحلام الطامعين فى سيناء..
الإخوان كانوا يريدون منحها لحماس، لتكون ظهيراً لهم فى إقامة الخلافة، وكانت البروفة غزو الميليشيات الحمساوية لمصر واقتحامها السجون والإفراج عن المعتقلين.
وإسرائيل هى الأخرى باركت منح سيناء لحماس، حتى تحل مشكلة الشرق الأوسط بإيجاد وطن بديل للفلسطينيين، دون أن تتنازل عن شبر واحد من الأراضى التى احتلتها، وعلى حساب الأراضى المصرية.
حماس هى الأخرى تآمرت وتواطأت ووجدت ضالتها الكبرى فى تصدير الإرهاب لسيناء، وتعدد الحوادث الإرهابية، وحاولت أكثر من مرة أن تحتل قطعة من رفح وتضعها تحت الحماية الدولية.
أمريكا لا يعنيها سوى إسرائيل وأمنها واستقرارها، وأن تظهر أمام العالم كراع للسلام، فباركت صفقة القرن الغامضة بإشارات مشبوهة حول إدخال سيناء فى الصفقة.
إمارة الشر قطر فتحت خزائنها لتنفيذ المخطط الإجرامى بتمويل الإرهاب تارة، وبعرض مشروعات استثمارية فى سيناء يسيل لها اللعاب تارة أخرى، ودخل معهم فى اللعبة الشيطان أردوغان، الحالم باستعادة الأمجاد العثمانية.
وتجسدت أحلام الطامعين فى سيناء فى مشروعات متعددة، بتكثيف العمليات الإرهابية حتى تضيق مصر بسيناء، أو بعرض مشروعات استثمارية تحت القوانين الدولية، بما يعنى أن سيناء ستصبح مصرية الاسم فقط.
واصطدمت الأحلام والأوهام على صخرة الصمود المصرى:
- أحكم الجيش قبضته على أراضى سيناء، ومنع كافة صور التملك أو التنازل إلا للمصريين فقط.
- وبدأت المعركة المقدسة لتطهير سيناء من دنس الإرهاب، وكلما حققت نجاحات كبيرة جن جنون الطامعين، وكثفوا دعمهم المادى واللوجيستى للجماعات الإرهابية.
- دخلت سيناء خارطة التنمية الشاملة، وخصصت لها مصر 600 مليار جنيه، وشهدت مشروعات لم تشهد واحدا فى المليون منها طوال تاريخها.
- أعلنت مصر بحسم أن تنمية سيناء ستكون باستثمارات مصرية، ولن تدخل فى أى مشروعات إقليمية.
وحسمت دماء وأرواح الشهداء المعركة تماماً.. فسيناء لم ولن تكون سوى مصرية، وكما كانت مقبرة للغزاة هى أيضاً مقبرة للطامعين.