خبير مصرفي: انخفاض البترول الأمريكي نتيجة غير مباشرة لأزمة «كورونا»

محمد عبد العال، الخبير المصرفي
محمد عبد العال، الخبير المصرفي

انخفض سعر برميل النفط الأمريكي، انخفاضا حادا خلال تعاملات اليوم الاثنين، وتراجع أكثر من 94%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه.

 

وسجلت عقود الخام الأمريكي الآجلة انخفاضا بنسبة 94% وبلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل ويعد هذا المستوى الذي سجله الخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" هو الأدنى على مدار التاريخ.

 

وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إنه بالنسبة للوضع فى مصر فإن أى انخفاض فى أسعار النفط هو نسبياً فى صالحنا مع بعض التحفظات، مؤكدا أن الاقتصاد ومشتقاته يأتى اليوم فى الأولوية الثانية، أما همنا الاكبر هو وقف نزيف الإصابات خاصة فى مصانعنا المنتجة، فإن إصابة واحدة فى مصنع توقف إنتاج المصنع كله وهذا هو الخطر الأكبر الآن.

 

وأكد محمد عبد العال، الخبير المصرفي، أن اليوم 20 أبريل سيُسجِل يوما تاريخيا فى سجل تاريخ النفط الأمريكى، فسعر برميل نفط غرب تكساس سجل أسعار سلبية، لمست سالب ٣٧  دولار للبرميل، وهو أمر لم يحدث تاريخياً من قبل، تلك فتلك الأسعار ليست خاصة بأسعار البترول المادية فى بورصات النفط الحاضرة، ولكن الكارثة التى حدثت اليوم هى مرتبطة بأسواق النفط فى العقود الآجلة "الورقية"، بمعنى أنه لا يوجد فيها استلام وتسلم براميل نفط فعلية، ولكن يتم دفع  وتبادل وتسوية فروق الأسعار فى تواريخ الاستحقاق الآجلة  عن طريق الدفع كاش بالدولار.

 

وأوضح الخبير المصرفي، أن ماحدث اليوم هو من التداعيات غير المباشرة وغير المتوقعة لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، والذى كشف المستور عن حجم ما يسود فى ذلك السوق من احتكار ومجاملات سياسية وعدم احترام لأساسيات  السوق، موضحا أن سوق نفط برنت حتى الآن بعيد عما حدث للبترول الأمريكى.

 

وأضاف أن سوق نفط برنت وأسواق النفط العادية يحكمها أساسيات السوق  المعروفة، وعلى رأسها أهمية الحرص على توازن العرض والطلب، حتى نضمن استقرار الأسعار على المدى المتوسط والطويل، ولكن مع ألاعيب كورونا المستجد نحن لا نضمن كيف ومتى سوف تتصرف الأيدى الخفية لتحرك القوى المتعارضة للسيطرة وتعويض ما اغتصبه منها كورونا المستبد؟ وتسترده أضعاف مضاعفة.

 

وقال محمد عبد العال: " أتمنى أن تكون كارثة النفط الأمريكى اليوم ظاهرة مؤقتة لفترة قصيرة وتعود الأمور لطبيعتها ولا تنتقل إلي عقد الشهر القادم، ولا تنتقل إلي سلع عالمية أخرى خاصة نفط برنت، حتى لا نتجه إلي أزمة عالمية يصعب الفكاك منها.