من الأعماق..

«جمال حسين» يكتب: نيوتن ..عُذر أقبح من ذنب !!

الكاتب الصحفي جمال حسين - رئيس تحرير الأخبار المسائي
الكاتب الصحفي جمال حسين - رئيس تحرير الأخبار المسائي

يقول المثل الشعبى إن “البعرة تدلُ على البعير، والسير يدلّ على المَسير”.. هذا المثلُ ينطبق على السيد نيوتن؛ كاتب المقال المشبوه فى “المصري اليوم”، والذى يدعو فيه لانفصال سيناء عن مصر، واعتبارها إقليمًا مستقلًا، بحاكمٍ مستقلٍ !!.

 

لقد شعر كاتب هذا المقال المجهول - المعلوم، بأنًّه فى ورطةٍ كبيرةٍ، بعد ردود الفعل العنيفةِ الغَاضبةِ من مقاله المسموم، والتى وصلت إلى المطالبة بمحاكمته، الأمر الذى جعل المجلس الأعلى للإعلام يُقرٍّر استدعاءه للتحقيق خاصة أن توقيت نشر المقال يتزامن مع قرب الاحتفال بتحرير سيناء .

 

وبدلًا من الاعتذار صراحةً عمَّا صدر منه بحق وطنٍ، فُوجئنا به  يتراجع قليلًا؛ حتى تهدأ العاصفةُ، ويَسوق بعض المُبررات غير المُقنعة عن غرضه من ذلك الطرح، وكأنه محررٌ صغيرٌ وارد خطؤه الفادح، رغم أنَّ القاصى والدانى يعلم أن نيوتن؛ المجهول بالنسبة لكثيرٍ من القراء، معلومٌ للزملاء جميعًا فى “المصري اليوم”، وأنه هو نفسه مالك الجريدة صلاح دياب، ومَنْ يستعين به من كُبار الكتَّاب، يُبلِّغهُ بالفكرة التى يُريدها شفاهةً، ويتولى الصديقُ كتابتها وتقديمها للنشر ؟!.

 

ساق نيوتن بعض الردود المُثيرة للعجبِ والسخريةِ في آنٍ واحدٍ؛ أو قل على طريقة “جِه يكحِّلها عَماها”، وبدلًا من أن يعتذر للجميع، وضَع مبررات يُمكن قُبولها من طفلٍ صغيرٍ، لكن لا يُمكن تقبُّلها من كاتبٍ كبيرٍ، قضى قريبًا من الدوائر الاقتصاديَّة والسياسيَّة والإعلاميَّة، وتربطه علاقات وثيقة معروفة بأمريكا وإسرائيل، ومثلهُ لابد أنه يقصدُ معنىَ كل ما تخط يده. 

 

الأغرب من ذلك، تعجُّبهُ من أنَّ ردود الفعل على مقالهِ تجاوزت كل الحدود المقبولة؛ إلى التِّشكيكِ والتَّخوينِ والإقصاءِ والبحث في النوايا.. ثُمَّ برَّر لنفسهِ ذلك؛ بأنه يعتبر ردود الفعل العنيفة ضد مقاله؛ بمثابة استطلاع رأىٍ يُؤكد قوة ارتباط المصريين بسيناء، حتى وإن كان بعض هذه الردود شاردة، أو تضمَّنت اتهامات هو برىءٌ  منها.. وأقول له “يا سلام جِبت التَّايهة  يا سيدى”؟!!.

 

ثُمَّ اعْترف أنه أدرك بعد ردة الفعل الغاضبة، أن تعبيرى «الحاكم» و«الإقليم» - فى مقاله المشكلة - لم يُكونا تعبيرين مُناسبين؟!! .

 

أقولُ للسيد نيوتن لا تستغفلنا، فأنت تقصد كُل كلمةٍ قُلتها فى مقالك؛ لأنَّ ما قُلته كُتب فى الجريدةِ التى تمْلُكها، عندما كان مشروعًا إخوانيًا، بمُباركةٍ أمريكيَّةٍ؛ لفصل سيناء عن مصر، لولا أن الجيشَ المصرىَ العظيمَ، باد كُل هذه المُحاولات في مهْدها.. إنَّ ما ذكرته فى مقالك؛ هو نفسه مشروع قانون تنمية إقليم قناة السويس، المُقدم من حكومة الإخوان إلى مجلس الشورى، والذى لاقى هجومًا واسعًا، من جانب عددٍ من القُوى السياسيَّة، التى اعتبرت أن إقرار مشروع القانون، يمنح ما أسمته صكوكًا للأجانب، فى السيطرة على الإقليم !! ونصَّت المادة «6» من مشروع  القانون، على أن يكون لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية الإقليم جميع اختصاصات الوزراء، ورؤساء الهيئات العامة، عدا وزراء الدفاع والداخليَّة. 

 

إن ما ذكرته في مقالك يسير طبقًا لما جاء فى مذكرات وزيرة الخارجيَّة الأمريكيَّة، هيلارى كلينتون؛ التى قالت: كان إعلان ولاية سيناء فى يوم 5 يوليو 2013، وكان هناك اتفاقٌ مع عددٍ من الدول للاعتراف بها؛ لتنفيذ المُخطط الذى أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه؛ بأن ما حدث فى سيناء الهدف منه انتزاع سيناء، وهى الخُطوة الأولى التى مهَّد لها الإخوان؛ بإلغاء النص الدستورى؛ الذى كان يحظر بيع أراضى سيناء.

 

 إن ما ذكرته ليس بعيدًا عمَّا كشفه الكونجرس الأمريكى من وثيقةٍ مُوقعةٍ من محمد مرسى، فى حضور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، عن حصوله على مبلغ 8 مليارات دولار، فى سبيل ترك 40 % من أراضى سيناء للفلسطينيين، لإقامة دولتهم وإنهاء الصراع مع إسرائيل.. وما كشفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن أنه تلقَّى عرضاًَ من مرسي - أثناء فترة رئاسته فى العام الأسود - بالحصول على قطعة أرضٍ من سيناء؛ ليعيش عليها الفلسطينيون، لكنه رفض، وهو ما جاء فى صفقة القرن - العام الماضى - والتى رفضها الجميع؟!.

 

يا سيد نيوتن.. لا تستخف بعقولنا