مدير العناية المركزة بالإسماعيلية يكشف كواليس عمله بمستشفى أبوخليفة للعزل

مستشفى أبوخليفة للحجر والعزل بين اسرتة 
مستشفى أبوخليفة للحجر والعزل بين اسرتة 

كشف الدكتور محمد خالد، مدير العناية المركزة بالمستشفي العام بالإسماعيلية، قصة استدعاءه للعمل ضمن الفريق الطبي بمستشفى العزل بأبوخليفة للحجر الصحى بالإسماعيلية في رحلة صعبة بين العزل في المستشفى لمدة أسبوعين ثم العزل التام في البيت دون أن يستطيع السلام على أسرته أو إحتضان أبناءه. 

وقال: باعتباري مدير العناية المركزة بالمستشفى العام بالإسماعيلية تم استدعائي للعمل بمستشفي أبوخليفة، وعلى الفور لبيت نداء الواجب ولم أتردد لحظة وسلمت نفسي في الساعة الثانية فجر يوم 8 مارس الماضي في مهمة قتالية بالدرجة الأولى لمحاربة فيروس كورونا المستجد. 

وأضاف: أول حالة استقبلناها في المستشفي كانت أجنبية بعدها توالت الحالات ما بين حرجة ومتوسطة، منها حالات عناية مركزة وحالات بالقسم الداخلي، فالمرض جديد والعالم كله يقف حائرا أمامه والحالات تتنوع ما بين كبار سن وشباب وأطفال، فالمرض لم يترك كبير والصغير. 

وأضاف: أحيانا نفقد الأمل في بعض الحالات لكن نعلم أن الله معنا، وعندما خرجت أول حالة تحسن شفاء تام فرحنا وانتشر الخبر وأصبحنا الجيش الأبيض وما تبع ذلك من اهتمام اعلامي واضح وجديد علينا .

وأوضح أن الفريق الطبي عجز بالفعل أمام حالات لكن إرادة الله فوق الجميع، حيث استمر العمل ليلاً ونهاراً من الكل سواء أطباء، تمريض، إداريين، عمال، أمن، والخدمات المعاونة. 

وتابع: قضينا الـ 14 يوم الأولي متواصلة في حجر مع المرضي، نري معهم الأمل وكلهم ثقة في الله والأطباء، كل الإمكانيات متاحة من أجهزة ومستلزمات وأدوية وواقيات شخصية لنا وللمرضي. 

وأشار إلى أنهم في البداية كان اذا ارتفعت حرارة أحد من الفريق، نهلع كلنا ونضطرب لكن كان الله معنا، نثق أن الله لن يضرنا أبدا، نطمئن بعضنا، ونراعي بعضنا.

وأكد: أحضرنا ماكينات الغسيل الكلوي لأن بعض الحالات تحتاج لغسيل كلوي ويوجد ما يقرب من ٥٠ جهاز تنفس صناعي بالمستشفي، كلنا جاهزون.

وأضاف: أنهينا الـ 14 يوم الأولي أو الموجة الأولي في الحجر الصحي وقبل المغادرة بيوم تم سحب تحاليل وعمل مسحة للفريق الطبي بالكامل للتأكد من عدم وجود إصابات بينهم وفي هذه اللحظة تتوقف الأنفس خوفا من الإصابة، وبدلا من أن تكون طبيب تكون مريض ويطبق عليك البروتوكول لكن الله سلم وظهرت جميع نتائج التحاليل سلبية للفريق الطبي.

وقال: ذهبنا إلي بيتنا مع إجراء عزل منزلي في البيت 14 يوم آخرى في غرفة وحدك، تأكل وحدك، وحمامك وحدك تتابع نفسك بنفسك لو ظهرت عليك أي أعراض تتوجه للمستشفي ولم نتمكن من أن نسلم علي أهلنا، السلام عن بعد والأصعب في هذا الموقف هو عدم قدرتنا علي احتضان الأبناء، منهم من يستوعب الموقف ومنهم من اعتقد أن الأب أو الأم بعيد عنه لكنهم مع الوقت تفهموا الأمر.