انتباه

التعليم فى زمن كورونا

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

ما لم تفلح فى فرضه جهود جبارة، نجحت محنة كورونا فى إنجازه!
وباء الدروس الخصوصية، وهيمنة السناتر مقابل تهميش دور المدرسة، حانت الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة إلى كيانات ذات سطوة، بدت عصية على إخراجها من معادلة التعليم لعقود طويلة، فى ظل تحدى كورونا اغتنمنا اللحظة بتحدياتها على نحو مختلف.
«التعليم عن بعد».. كان مجرد أمنيات، أو شعار تم رفعه، لكن عمليا كان تطبيقه شديد التواضع، قليل الفعالية، ومن ثم فإن أثره لم يكن ملموسا.
مع منح المدارس والجامعات إجازة، ثم توجيه ضربات شديدة للسناتر، بواسطة أجهزة وزارة الداخلية طالت الآلاف منها، فإن وقت التعليم عن بعد» قد حان، ولم يعد الأمر مجرد حلم، بل أصبحت «الدراسة عن بعد»، واقعا لا خيال.
التجارب الأولية على مستوى التعليم ما قبل الجامعي، وعلى صعيد الجامعات مبشرة، عبر المنصات الالكترونية، ومن خلال تفاعل بين المعلمين، والأساتذة وطلابهم، لشرح المقررات «أون لاين»، ولعل التجربة وحتى تستمر فى انجاز أهدافها، بحاجة إلى متابعة وتقييم متواصلين، لتلافى أى ملاحظات يمكن أن تقلل من نتائجها المستهدفة أولا بأول.
دخول القنوات التعليمـية ضمن هذا السياق - أيضاً - من شأنه اثراء التجربة، وربما كان التفكير فى إمكانية التواصل المباشر بين المحاضر والطلاب هاتفيا، يفضى إلى مضاعفة الفائدة، شرط قدرة الاستاذ على إدارة التفاعل بصورة خلاقة.
ثمة تعاون مطلوب بين وزارتى التعليم والتعليم العالى من جهة، ووزارة الاتصالات والهيئة الوطنية للإعلام من جهة أخري، فالتنسيق بينها يضمن تحقيق معدلات نجاح للتجربة، يمكن البناء عليها بعد تجاوز أزمة كورونا، فلا يعقل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد أن نعبر المحنة، «وكأنك يا أبوزيد ما غزيت»!
إن توظيف ثورة وسائل الاتصال فى أحدث نسخها، لخدمة العملية التعليمية، والإصرار على مواصلة استثمار نتائجها، بإمكانه أن يدفعنا لإعادة صياغة أهداف عملية إصلاح التعليم، واستبعاد الشوائب المزمنة التى حرفت التعليم فى مصر عن مساره وأهدافه الحقيقية، وحولته إلى مسخ يدفع ثمنه الجميع : الطالب، الأسرة، المؤسسة التعليمية، وأخيرا الوطن بأكمله.