نقطة فى بحر

موتى الكورونا: ادفنونا

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

فى الوقت الذى نشاهد فىه أطباء وأطقم تمريض وعاملين بمستشفيات العزل يؤدون صلاة الجنازة على ضحايا الكورونا قبل تسليم الجثمان لذويهم، عادة ما يكونون فى العزل باعتبارهم مخالطين، نجد من يأبى أن يدفن الجثمان فى بلدته ضاربا بالاعتبارات الانسانية والدينية عرض الحائط.
ظهر أمس حتى كتابة هذه السطور رفض أهالى قرية «شبرا البهو» مركز أجا دقهلية دفن طبيبة على المعاش  كانت فى مستشفى العزل بالاسماعيلية مع رحلة بدأت بعد اكتشاف اصابتها بكورونا فى ١١ مارس الماضى وحتى وفاتها فجر أمس.
العقل يقول الاهالى معاهم الحق والقلب والوجدان يقولان حرام عليكم وعلى رأى المثل «محدش له فى نفسه حاجة».
هل ألوم الأهالى أم ألوم كل الذين يتحدثون سواء فى الصحافة أو الفضائيات أو وسائل التواصل عن كل شىء يخص كورونا من «الشلولو» مرورا باجراءات التعقيم المضبوطة دون أن يمس الحديث صعود الروح إلى بارئها.
لم يحدثنا أحد عن اسلوب الدفن الذى يحفظ لذوى الضحية أو القائمين بالدفن حياتهم ويدرء عنهم خطر العدوى، لم يعرض احد المتبرعين شخصا كان أو جهة اعتبارية حكومية أو أهلية عن تبرعه بتوفير سيارة مجهزة لهذه الحالات وملابس مخصصة لمن يقومون بالدفن، لم يطلب أحد متطوعين لهذا العمل حتى ولو بمقابل مادى مع توفير سبل الحماية والوقاية الكافية.
الكل يفتى ويسجل ڤيديوهات واللى يقوله ده يعيده الآخرون والمحصلة نسينا كيف نتعامل مع النهاية التى قد يصل اليها المصاب، انه الموت الذى يفر منه الاهالى المحتاجون إلى شىء من التوعية الدينية والصحية وأن إكرام الميت دفنه، وإن هناك من خصص السيارات المجهزة وهى تحت الطلب دون مقابل وان هناك من تطوع لدفن الجثمان سواء فعلها لوجه الله أو حصل على مقابل.
د. سونيا عارف.. سامحينا.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
>>>
> لماذا يتكلم بهذا اليقين كأنه المتحدث الرسمى باسم كورونا.. هكذا تساءل الصديق لواء أ.ح. سيد غنيم على صفحته بالفيس بوك واصفا طبيب الجلدية الأشهر الذى لا يمر يوم الا وهو فى هذه الفضائية أو تلك وأقول للصديق نحن فى مولد سيدى كورونا أو الفتيا فى زمن الكورونا.
> ما تفعله مؤسسة «أخبار اليوم» بقيادة رئيس مجلس إدارتها ياسر رزق ومديرها العام أحمد جلال ولجنتها النقابية وما تقدمه من آليات لاحتواء تداعيات ڤيروس كورونا يجعل الكثيرين منا - وبعضنا بلغ من العمر ما بلغ  - يأتى إلى مقر العمل آمنا مطمئنا ستة أيام فى الأسبوع محاطا بهذه الرعاية من المسئولين وقبلهما من المولى سبحانه.. «فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».