شد وجذب

مصر تكتشف نفسها من جديد

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

لم تكن السنوات الماضية مجرد وقت يمر من العمر دون تحقيق خطط وأهداف واضحة للدولة المصرية..الظروف التى مرت وتمر بها البلاد بسبب أزمة كورونا أثبتت للجميع ان مصر دولة متماسكة ولها رأس وأزرع وجسد كبير يتعايش مع بعضه البعض بكل تناغم نابع من ثقة متبادلة بين الحاكم والشعب..لا أبالغ إذا قلت أن الدولة المصرية كانت فى حاجة إلى اختبار قوى لتثبت لنفسها ولشعبها ولمن حولها أيضا ان كل ما كان يقال خلال السنوات الماضية لم يكن مجرد كلام للاستهلاك ولكنه كان واقعا جديدا تم رسمه بكل احترافية وعلم وتخطيط سليم لتثبت الأيام والمواقف ان الدولة المصرية فى ٢٠٢٠ أصبحت دولة مختلفة تماما عن ما قبل عام ٢٠١٤..المتابع للمشهد المصرى منذ ظهور أزمة كورونا وحتى هذه اللحظة سيكتشف بكل سهولة ان الدولة المصرية يحكمها رئيس تم انتخابه من قبل الشعب بكل حرية وديمقراطية أثبت للجميع انهم كانوا على حق عندما طلبوا منه أن يتخلى عن الزى العسكرى ليقود الدولة المصرية كرئيس فى مرحلة كانت الاصعب على مصر وشعبها.
الرئيس السيسى نجح خلال سنوات فى اعادة بناء مصر الحديثة وقاد خطة إصلاح اقتصادى جعلتنا اليوم نقف على قدمين ثابتتين رغم قسوة وصعوبة المرحلة التى نمر بها..الرئيس خلال فترة الخمس سنوات اختار أكثر من حكومة لتساعده فى ادارة شئون البلاد حتى جاء بالمهندس مصطفى مدبولى من منصب وزير الاسكان ليكلفه بمنصب رئيس الحكومة..واعتقد ان مدبولى تحول من رئيس حكومة هادئ إلى رئيس حكومة مقنع جدا للشعب المصرى بفضل الاداء الجيد وحسن ادارة الأزمات.. وزراء حكومة د. مدبولى اثبتوا انهم على قدر المسئولية وهو الأمر الذى جعل الشعب يثق ويسلم لكل القرارات التى تتخذها الحكومة بما فى ذلك قرارات محافظ البنك المركزى الذكى جدا.. الأزمة أثبتت أن مصر نجحت فى اعادة اكتشاف نفسها بفضل رئيس دولة وطنى وقوى الشخصية ومخلص فى عمله بالإضافة إلى انه يخاف الله وهنا يقف الله مع العبد الأمين الذى يعمل ابتغاء مرضاته ولصالح من يحكمهم فقط.. الدروس المستفادة من الأزمة ستجبر الدولة المصرية فى المرحلة القادمة على اتخاذ إجراءات جديدة لتكتمل منظومة البناء والتنمية والاستقرار ومنها ضرورة تعظيم دور القطاعات التى كانت مهملة او يتم التعامل معها بقدر لا يتناسب وحجمها الطبيعى ومنها قطاعات العلم والعلماء والتى أثبتت الأزمة انه لولا وجود كوادر طبية وعلمية على مستوى عال من العلم لكنا فى مأزق حقيقى.. لا داعى لان نجلد أنفسنا.. علينا ان نفتخر بما وصلنا اليه رغم أن الطريق مازال طويلا ولكن علينا ان نستكمل جسر الثقة الذى تم بناؤه بين الشعب والدولة وان تكون وحدتنا وتماسكنا ضد أعداء الوطن هى منهج حياة غير قابل للنقاش.. نحتاج إلى وقفه مع النفس لاننا عرفنا جميعا ان المناصب والأموال هى ليست كل الحياة..ولكن التكافل الاجتماعى ومساعدة بعضنا البعض.. دعونا نبدأ حياة جديدة قائمة على المودة والرحمة ليرضى الله عنا وننعم بدولة قوية مستقرة.. حفظ الله مصر من كل شر.. وكل الشكر للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة وجميع أطباء مصر المحترمين وجميع أطقم التمريض.. وتحيا مصر.