مشاغبات

القرى وكارثة السيول والأمطار

محيى الدين عبدالغفار
محيى الدين عبدالغفار

حكومتنا الرشيدة أعلنت حالة الطوارىء فى كل أجهزتها لمواجهة موجة السيول والعواصف التى اجتاحت البلاد مؤخراً.. وحذرت المواطنين من النزول الى الشوارع بسبب شدة الامطار.. ولكن للأسف كان الاهتمام الأول والأخير بالقاهرة وعواصم المحافظات.. واهتم كل المسئولين بارسال تقارير صحفية وتليفزيونية بأنهم يتابعون الموقف أولاً بأول.. وأنهم تحت الامطار يصدرون الأوامر لحل أى مشكلة.. وتركت المدن الأخرى والقرى تواجه كارثة السيول والأمطار بمفردها فانعزلت عن العالم وانقطعت الكهرباء وسدت الطرق وتحولت شوارعها الى برك من الطين.. يصعب التحرك فيها.. وأصبح الفلاح حبيس منزله لا يستطيع الخروج ولم يستطع الوصول إلى أرضه أو إحضار الطعام لماشيته وتلفت زراعته بعد أن غرقت بسبب الأمطار وسيستمر على هذا الحال حتى تجف الشوارع أو تنحصر كميات الطين المتراكمة فى الشوارع.. وحكومتنا تعلن وتصرح أن كل شىء تمام.. لأنها تعتقد أن الجمهورية بطولها وعرضها ما هى إلا القاهرة والاسكندرية وعواصم المحافظات.. أما ما عدا ذلك فهم على الهامش ولا يعنيهم سكانها ولهم الله فى كل المشاكل التى تواجههم.
وفى كل مرة تحدث سيول وأمطار غزيرة يتحول التجمع الخامس إلى شلالات ومع ذلك لم يقم جهاز المدينة بانشاء مخرات للسيول لسحب تلك المياه أولاً بأول.. بل يتركها تتراكم ويتم شفطها بالسيارات.. خاصة فى شارعى التسعين الجنوبى والشمالى.. مع أن امكانية الحل بسيطة جداً منها عمل مخرات للأمطار والسيول فى المناطق المنخفضة أو توصيلها بشبكات الصرف الصحى لتتحول إليها تلقائياً بدلاً من معاناة السكان من البحيرات المائية التى تتكون بفعل الأمطار.. أما طريق السويس الذى تفخر به حكومتنا الرشيدة لأنه يربط العاصمة الإدارية بالقاهرة الكبرى فقد انهار بفعل الامطار والسيول وتم اغلاقه أمام المسافرين وسكان مدينتى حتى يتم الاصلاح.. مما يؤكد أن الإهمال وانعدام الضمير مازالا يتحكمان فى تنفيذ المشروعات الكبرى والقوانين.
الختام: السيول والأمطار الأخيرة التى اجتاحت البلاد كشفت عن الكثير من جوانب النقص وعدم الالتزام بالشروط فى إنشاء كثير من الطرق.. بل والمدن الجديدة.