حكايات| «منخفض التنين» أهونهم.. أمطار من السمك والثعابين والعناكب

أسماك تسقط من السماء
أسماك تسقط من السماء

رعد وبرق وغيوم وأمطار وسيول؛ أبناء شرعيون للسماء، ضيوف يسقطون فوق رؤوسنا ويحلون على الأوطان من وقت لآخر، دون استئذان وبلا اندهاش، قد يدخلون السرور إلى البعض، في مقابل الخوف لدى البعض الآخر، ولكن المؤكد أنه ليس مستغربا حضورهم..

 

ربما الضيف الوحيد الذي لا يحل كثيرا في أوطاننا العربية هو الثلج، ولكنه أحد الأبناء الشرعيين أيضا للسماء، قليل السقوط لكنه كثير البهجة، يضفي على الأرض لمسة جمالية، يفترش الأرض بلون أبيض يكسو كل سواد، معلنا بأن الأبيض يليق بهذه الأوطان.

 

وفي ظل أن حالة الطقس السيئ التي تعيشها 7 دول عربية، وهي: «مصر والأردن وعُمان وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق»، والتي أطلق عليها «منخفض التنين» كونه سيؤدي إلى حالة عدم استقرار شديدة في الأجواء الجوية، يتسبب بالسيول في المناطق المنخفضة بسبب الأمطار الغزيرة، نستعرض أحد الأبناء غير الشرعيين للسماء، والمعروف لدى الجميع باسم: «سمك».


سمك.. ابن غير شرعي


فعلى الجانب الآخر، فللسماء أبناء آخرون غير شرعيين، كالأسماك، حيث إنهم الأبناء الشرعيين للبحار، لكن السماء قد تنجبهم بطريقة غير شرعية دون معرفة من الأب، في على مدار السنوات الماضية، شهدت عدة أماكن في العالم سقوط أسماك من السماء في إحدى الظواهر الخارقة للطبيعة، وتم تسجيل شهادات من كبار العلماء عنها، لتظل ظاهرة لا تجد إجابة ولا تفسير علمي عند علماء البحث العلمي، حتى الآن.

 

البداية، كانت في يوم 9 فبراير من عام 1859 ميلادية، حينما هبت عاصفة على جبل آش بويلز، أعقبها هطول أمطار غزيرة جعل عامل قطع الأخشاب جون لويس يهرع بحثا عن ملجأ ريثما تنتهي العاصفة، وبينما هو يركض تحت المطر أحس بأجسام صغيرة تسقط من السحب فوق رأسه، وعندما رفع يده إلى إطار قبعته ليدنيها فوق وجهه، أمسك بسمكة محتجزة في إطار قبعته، ووقف مندهشا ونظر حوله، فإذا بأسماك صغيرة بأعداد كبيرة تقفز في برك الماء، التي شكلتها مياه الأمطار المتدفقة من السماء.

 

ما أن هدأت الأمطار، حتى أخذ جون لويس وسكان القرية في جمع الأسماك من حولهم، ووضعوها في سلال وصناديق خشبية، ولكن بعد 10 دقائق عادت السماء تمطر مرة أخرى، ولكن هذه المرة أسماكا حية.

 

 

ظاهرة قديمة
هذه الظاهرة ليست الأولى أو الأخيرة،  فوق مؤرخين يونانيين في القرن الثاني بعد الميلاد، ذكر المؤرخ فونياس، أن السماء أمطرت سمكا، ذات مرة لمدة ثلاثة أيام، وسجل مؤرخ آخر يدعى فيلارخوس، أن الناس رأت السماء أكثر من مرة تمطر أسماك .

 

جزيرة سنغافورة، كان لها نصيب من تلك الأمطار السمكية، حيث أنه في فبراير من عام 1861م، هز الجزيرة زلزال عنيف، أعقبه سقوط للأمطار لمدة 6 أيام، وحينها وصف العالم الفرنسي فرانسوا دي كاستلينو، الذي كان يقوم بأبحاث هناك، مشاهداته أمام أعضاء أكاديمية العلوم في باريس، فقال: «رأيت من نافذة غرفتي عددا كبيرا من السكان يجمعون الأسماك من برك الماء الضحلة، ولما سألتهم عن مصدر تلك الأسماك، أجابوا بأنها سقطت من السماء، وبعد ثلاثة أيام جفت تلك البرك، فظهرت أسماك عديدة ميتة».

 

 

سقوط متكرر


في شهر أكتوبر من عام 1947م، تكرر الأمر مع عالم الأحياء البحرية الأمريكي آلن باجيكوف وهو يتناول الإفطار مع زوجته في أحد مقاهي ماركسفيل بلويزيانا، كما أن الهند كان لها نصيب أيضا حيث تم تسجيل سقوط أسماك مجففة مرتين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وفي أيسن بألمانيا أيضا من عام 1896م سقط من السماء سمك الشبوط النهري مجمدا داخل مكعبات من الجليد.

 

الهندوراس، ربما أكثر تلك الدول التي تتميز بديمومة سقوط أسماك من السماء فيها، حيث أنه وفقا للسكان المحليين في منطقة يورو، فإن مطر الأسماك هو واقع حقيقي مازال مستمرا إلى يومنا الحالي، حيث يتساقط من السماء عددا من الأسماك الصغيرة فضية اللون على الأقل مرة كل سنة بين شهري مايو ويونيو، وأحيانا أكثر من ذلك، وتحدث في نهاية فصل الربيع، ولا تحدث تلك الظاهرة إلا بعد أن تهب عاصفة هوجاء، وذلك عندما يكون الجميع مختبئا في الداخل، وبعد أن تمر العاصفة، يخرج السكان ليجمعوا بشغف ما يجدونه في الخارج من كل تلك الأعداد الكبيرة من الأسماك الملقية في الشوارع، ومما يزيد الأمر غرابة أكثر هو أن أصناف الأسماك التي يعثر عليها هناك غريبة عن تلك المنطقة ولا تعيش في أي مكان قريب منها.

 

 

هناك ما أغرب


عدة مناطق أخرى شهدت ظواهر لتساقط الأسماك مع الأمطار، بما في ذلك المكسيك، والصين، وأستراليا، والولايات المتحدة وإيران وسريلانكا وتايلاند والسعودية، وعلى الرغم من أن الأسماك هي الظاهرة التي كانت شائعة في تلك الدول، ولكن كان من بين الكائنات التي تتساقط من السماء أيضا: عناكب، وطيور، وثعابين، وفئران، ومحارات.

 

الأغرب من كل تلك الحالات التي شهدت سقوط أسماك من السماء في أيام ممطرة، كان سقوط أسماك من سماء صافية وفي أيام مشمسة، أو تلك الأسماك التي تسقط من السماء وتكون عمياء، أو تلك التي سقطت في يونيو من عام 2015، في بلدة صغيرة في ألاسكا حيث سقطت أسماك مصاصة دماء، وكان جميع سكان تلك المنطقة مرعوبين من هذه السمكة ذات المظهر الغريب التي يضم فمها من خمسة صفوف من الأسنان الحادة.