تم العثور على حفرية لكائن يشبه االجمبري، عاش قبل 520 مليون عام، وله قلب وأوعية دموية محفوظة في حالة فريدة تمثل أقدم جهاز دوري معروف حتى الآن. وأطلق العلماء على هذا الكائن وهو من مفصليات الأرجل البدائية -"فوشيانهويا بروتنسا"، ومفصليات الأرجل إحدى شعب الفقاريات وهي ذات هيكل عظمي خارجي منها القشريات كسرطان البحر "السلطعون"، وجراد البحر "الإستاكوزا"، والجمبري إلى جانب رتب الحشرات والعناكب وعديدات الأرجل. ويشير اسم الجنس "فوشيانهويا" إلى بحيرة في المنطقة التي اكتشفت فيها الحفرية، أما اسم النوع "بروتنسا" فيشير إلى استطالة منطقة الجذع بجسم الكائن. ويرجع تاريخ هذه الحفرية الفريدة -التي عثر عليها في إقليم يونان في جنوب غرب الصين- إلى عصر الانفجار الكمبري، الذي يمثل منعطفا رئيسيا في تاريخ الحياة على وجه الأرض حين ظهرت فجأة إلى الوجود أعداد هائلة من أنواع الحيوانات قبل أكثر من نصف مليار عام. وقال عالم الأحياء القديمة بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن شياويا ما، "إنها حالة استثنائية وفريدة للغاية التي يمكن ان يحفظ خلالها هذا الجهاز الدوري الرقيق داخل أحد أقدم الحفريات ذات التفاصيل المتناهية الدقة." وتتحلل عادة أعضاء الجسم الرقيقة لجسم الحيوان عقب النفوق ما يعني أن الحفريات لا تحتوي إلا على المكونات الصلبة كالعظام والاسنان والأصداف إلا أن ما قال إنه "في ظل ظروف استثنائية للغاية يمكن ان تحفظ الأنسجة الرقيقة والأجهزة والأعضاء التشريحية في الحفريات."  واحتفظت الحفرية في حالة "فوشيانهويا بروتنسا" بقلب أنبوبي في وسط الجسم ترتبط به مجموعة كبيرة من الأوعية الدموية ذات التفاصيل الدقيقة التي تتصل بعيون الكائن وقرون استشعاره ومخه وأقدامه. وقال الباحثون إن هذه الحفرية تسلط مزيدا من الضوء على تطور أجهزة جسم الحيوان وتوضح أنه حتى بعض أقدم الكائنات تشبه أقاربها الموجودة حاليا. ويقول الباحثون إن طول "فوشيانهويا بروتنسا" يبلغ 11 سنتيمترا ويغطي الجسم هيكل عظمي خارجي، وأزواج عديدة من الأرجل، وغلاف للرأس يماثل ما نشاهده في الروبيان، وزوج من قرون الاستشعار، وعيون قادرة على الحركة يمكنها الدوران لتمكينه من الرؤية في مختلف الاتجاهات. وأضافوا أن هذا الكائن كان يزدهر في المسطحات المائية الضحلة وربما كان بوسعه السباحة والمشي إلا أنه لم يتضح ان كان من الكائنات المفترسة او الرمية. وارتبط الكثير من التحورات التي طرأت على تشريح جسم الحيوان بالعصر الكمبري الا انه لم يتضح على وجه الدقة متى ظهرت لأول مرة أعضاء رئيسية مثل القلب والمخ.