قصة الملكة حتشبسوت

حكايات مصرية

زاهي حواس
زاهي حواس

عيد الوادى

هناك العديد من المناظر المهمة بالمعبد المعروف باسم معبد الدير البحرى وتعطينا هذه المناظر معلومات مهمة عن الوضع الدينى والسياسى الخاص بالملكة التى اغتصبت العرش بدون وجه حق. وسوف نجد فى السطح الثالث والذى يصل إليه عبر طريق صاعد على جانبيه صفتان يحمل سقف كل صفة 22 عمودا فى صفين. ونشاهد هنا تماثيل ضخمة للملكة حتشبسوت فى الهيئة الأوزورية بعضها فى مكانها بالمعبد والبعض الآخر نقل إلى متحف المتروبوليتان وهناك مناظر على الضفة الجنوبية تمثل الملكة أمام الإلهة المختلفة وخاصة الإله آمون.
ومن المناظر الأخرى على الضفة الشمالية منظر للملكة تجرى أمام آمون وأخرى وهى واقفة أمام الملك تحتمس الأول الجالس على العرش. بعد ذلك نجد أنفسنا أمام بوابة على الفناء الكبير، ويوجد هنا مناظر تمثل الملكة وهى راكعة تمسك بإناء يسمى عند الفراعنة بإناء ال(نو). ونرى على الجزء السفلى من الحائط الشرقى منظرا لزيارة الملكة وتحتمس الثالث لمقصورة آمون رع بالكرنك ويقدمون إليه القرابين ثم يبدأ بعد ذلك الموكب بظهور مركب آمون المقدسة والتى يزين مقدمتها ومؤخرتها الكبش ويقف أحد الكهنة بإطلاق البخور أمامها ثم بدأ الموكب عبور النيل متجها إلى المقصورة الرئيسية بمعبد الدير البحرى وعندما يرسو الموكب على الضفة الغربية تتعالى الأصوات والأغانى ويسير الجنود فى صفوف منتظمة وهم يحملون أفرعا خضراء وشارات ثم يتم تقديم القرابين لموكب الإله بالدير البحري. ومناظر اخرى تظهر بعد قضاء ليلة فى مقصورة المركب المقدس يتم حمل الموكب مرة أخرى للكرنك بواسطة الكهنة كما يظهر كبار القوم أمام تماثيل العائلة الملكية وينتهى الاحتفال بعد يومين بإطفاء شعلات منيرة فى اللبن حيث يعتقدون فى هذه اللحظة أن أسلاف الملكة يبعثون مثل باقى الأموات الذين يبعثون فى مقابرهم بجبانة طيبة وبذلك ينتهى الاحتفال.
ونلاحظ أن أهم ما نجد بالوادى هو تقديم الأضحية والأعداد الكبيرة من أكاليل الورود ومناظر لحرق البخور ونرى منظرا مرة أخرى لتحتمس الثالث وهو يتابع هذه التقدمة أثناء احتفالات العيد. وهذا يوضح أن عيد الوادى هو أهم الأعياد التى كان يحتفل بها فى مصر القديمة وأن هذا العيد الذى كانت الأضحية تقدم فيه والورود والقرابين ويحتفل بالعيد فى الشهر الثانى من فصل الفيضان.