حكايات وأساطير.. كليوباترا ساحرة النيل وأسرار « بلسم الحب»

"كليوباترا " ساحرة النيل وأسرار« بلسم الحب»
"كليوباترا " ساحرة النيل وأسرار« بلسم الحب»

تظل الملكة كليوباترا، واحدة من أشهر ملكات مصر، فهي آخر ملكات الأسرة المقدونية في الحكم، لما لها من حكايات وأساطير كثيرة ارتبطت بها وبزوجها يوليوس قيصر، وقصة حبها مع أنطونيو، يحلق كيوبيد بجناحيه يوم 14 فبراير على الملايين احتفالاً بعيد الحب، بأناشيد العشق والهوى وكلمات الغزل التي تفيض شوقاً وهياماً.

لمحة عن حياة الملكة كليوباترا :
مصرية فرعونية قوية لا تعرف الهزيمة، زعيمة وقائدة، ذكاؤها ساعدها على رفع الاقتصاد المصري، حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، لأكثر من ثلاثة قرون مُتتالية ، وحتى احتلال مصر من روما.

ولِدت كليوباترا عام 69 قبل الميلاد، عاشت وماتت خلالها ضمن مدينة الإسكندريّة، كانت من أفراد العائلة الملكيّة المقدونيّة المُنحدرة من اليونان وعُرفت هذه الملكة بثقافتها العالية، إذ كانت تجيد التحدث بـ 7 لُغات بطلاقة بالغة، كما عُرفت أيضاً بحزمها وحماستها الزائدة.

معروفة بجمالها الفائق، ورغم القوة التي عرفت بها الملكة كليوباترا، حيث قادت البلاد في سنوات حكمها الأولى بمفردها، إلا أن المخاطر الخارجية وحربها ضد جيوش أوكتافيوس أول إمبراطور للإمبراطورية الرومانية، جعلتها تشرك ابنها بطليموس الخامس عشر "قيصرون" في الحكم، وهو في السابعة عشر من عمره، وتقول الرواية إنها ماتت منتحرة.

أسرار بلسم الحب عند ساحرة النيل "كليوباترا" :

يكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية، عن أسرار بلسم الحب عند ساحرة النيل "كليوباترا" ويشير إلى مغازلة الشعراء لها حيث قال عنها بلوتارك أن سرها يكمن فى شفتيها وقال عنها بينى بأنها كالقيثارة العديدة الأوتار الكثيرة الأنغام والإيقاع والنبرات المثيرة وهى تتكلم بسبع لغات وقال سنيكا أنها الأنثى الخالدة الذى وجد فيها باحثى علم النفس والشعراء والفنانين أنشودته للتعبير عن مختلف نواحى الجمال ووصفها باسكال لو أن أنفها كان أصغر مما هى عليه لتغير وجه الأرض فى تلك الزمان ومدح مرسييه ذكائها وثقافتها وكشف شاعر يونانى جمالها من خلال حركات شفتيها ونبرات عينيها وقال عنها جانيميد إن لون عينيها الحالمتين يعكس زرقة ماء بحر الإسكندرية وعمقه في هدوئه وثورته .

وأوضح  د. ريحان، أن كليوباترا اشتهرت بنوع من العطر يطلق عليه بلسم الحب تحدث عنه المؤرخين والكتاب وكانت تقوم بإهدائه في آنية خاصة نقش عليه إسمها لضيوفها من كبار الزوار والحكام وقد أطلق عليه كتاب الرومان اسم بلسم الحب بعدما نسجوا حوله الكثير من الأساطير لما كان له من سحر خاص وتقوم بتحضيره في معمل خاص ملحق بمعبد إيزيس ويحتفظ بسر صناعته كهنة معبد آمون وكانت زيوت صناعة ذلك العطر تستورد خصوصاً من جوديا بمنطقة أريحا وكان يطلق عليها أشجار البلسم المقدس وذلك طبقًا لما جاء في كتاب " لغز الحضارة المصرية " للدكتور سيد كريم.

أنطونيو حقق حلم  كليوباترا:

وأضاف د. ريحان، بأن أنطونيو حقق حلم  كليوباترا بالاستيلاء على تلك الحدائق من زهور وزيوت عطرية وأخشاب معطرة للبخور وعملت كليوباترا على نقلها وزراعتها في مصر فقامت بإنشاء حدائق البلسم الشهيرة في المطرية وكانت تنقل إليها الأشجار الكبيرة النامية بواسطة السفن وقد ذكر عن  كليوباترا  بأنها كانت تكرم كبار ضيوفها بوضع حبات من اللؤلؤ النادر الذي يزينن صدرها في كأس ضيفها العظيم والذى يفقد توازنه وقد فسّر الطبيب الإيطالي كارلو أنطونللو فى كتابه "شئ في فم كليوباترا" بأنها كانت تعتمد على شئ خفى يجعل الرجال يتساقطون عند قدميها من أول لمسة من شفتيها هو أنها كانت تقبّل الجميع وترسل مع ريقها مخدرًا وكانت تسرف فى استخدام قبلاتها لكل من تريد أن تستولى على عقله وقلبه وكان ذلك بفعل مادة الهلوسة أو سائل الهلوسة التى تضعه فى أفواههم.

 وتابع د. ريحان، بأن كليوباترا وصفت من خلال تماثيلها بأنها كانت مقدونية الصدر من خلال تماثيلها الذي قام مثالو الرومان بنحتها عند إقامتها في روما بينما وصفها البعض بأنها كانت نحيلة فرعونية القوام من خلال صورها على جدران معبد كوم أمبو أو ممثلة في شكل المعبودة إيزيس في معابد فيلة ودندرة حيث قيل أن فناني مصر القديمة اتخذوا من قوامها نموذجاً لهم وقد كان ملوك البطالسة في ظاهرهم فراعنة وفى باطنهم مقدونيين وذوى ثقافة هيلانية بحتة ولم يكن بينهم أحد يعرف اللغة المصرية القديمة سوى كليوباترا التي ختم بها عهد البطالسة وكانت تتكلم المصرية الديموطيقية كواحدة من أهل البلاد وقد تعلمت على يد كهنة آمون وهى طفلة في التاسعة من عمرها واعتنقت الديانة المصرية وأتمت ثقافتها العالية في العلوم الآداب والفلسفة على يد أساتذة مصريين من أكاديمية الميوسيين.


قصة حب «أنطونيو وكليوباترا»:

 وأشار د. ريحان، إلى أن أنطونيو كان المحبوب الأول والأخير لكليوباترا وكذلك كانت لأنطونيو وكانت كليوباترا فى الرابعة عشرة من عمرها عندما أعجبت بالضابط الروماني وقوامه العسكري وجبهته العريضة وعينيه اللتين تعكسان زرقة البحر الذي وصل فوق أمواجه وقد وقع أنطونيو في غرامها رغم صغر سنها وقد سحرته شخصيتها وكانت تظهر دائما برفقته في زيارة معالم الإسكندرية وحضور أعيادها وحفلات القصر وقد تخلى أنطونيو عن مستقبله في روما ليتبع ساحرة النيل إلى الإسكندرية ليستمتع بحبها ويكمل أسطورة غرامه وتزوجت من أنطونيو عام 40 ق. م.

وتحقق حلمها في أن تكون مصر عاصمة عالم الشرق والغرب بدلاً من روما وعاش أنطونيو مع كليوباترا عشر سنوات وكانت نهاية أسطورة الحب في يوم 7 أغسطس عام 30 ق. م. عند هزيمة أنطونيو أمام أكتافيوس فى موقعة أكتيوم ليعود إلى الإسكندرية ويقتل نفسه بسيفه وتحتضن كليوباترا الكوبرا لتموت وهى فى كامل زينتها ويتوج رأسها التاج الملكى.

لا يزال البحث عن مقبرة الملكة كليوباترا لغز يحير علماء وباحثى الآثار على مدار التاريخ، ويعد مقبرة آخر ملوك مصر الفرعونية سرا مثله مثل مقبرة الإسكندر الأكبر، فأين دفنت الملكة الجميلة؟ يظل تلك التساؤل الحائر بين الجميع حتى الآن، لكن يبدو أن الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرية، على مقربة من تحقيق حلم اكتشاف مقبرة كليوباترا، حيث كشف مؤخرا أنه بات قريبا من معرفة مكان قبر الملكة كليوباترا.