فى الصميم

معارك واحدة ورصيد مشترك

جـلال عـارف
جـلال عـارف

هام جدا أن يتواصل الدور الأفريقى لمصر بنفس الاهتمام الذى كان عليه أثناء رئاستها للاتحاد الأفريقى فى العام الماضى.
كان خطأ فادحاً أن يتراجع الاهتمام فى فترة سابقة بعلاقات مصر الأفريقية. بددنا فى هذه الفترة الكثير مما بنيناه عندما كانت مصر فى طليعة النضال من أجل التحرر والاستقلال، وكانت القاهرة مقراً لأحرار أفريقيا، ثم عندما قدمت كل ما تستطيع لأشقائها فى معركة التنمية الصعبة بعد الاستقلال، وتبنى معهم قواعد التعاون المشترك من أجل مستقبل أفضل للجميع.
الآن تعود الحيوية لسياسة مصر الأفريقية. نأمل أن نتوصل بسرعة إلى التوافق لإنهاء أزمة سد النهضة، لتنفتح أبواب واسعة للتعاون بين دول حوض النيل من أجل المصالح المشتركة. نمد رؤيتنا إلى كل أنحاء القارة حيث التحديات كثيرة لكن المستقبل واعد للجميع.
نعرف أن صراعات القوى الكبرى تشتد حول ثروات القارة السمراء. ونعرف أن قوى إقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل تحاول أن تكسب أرضا على حساب التعاون العربى - الأفريقى. لكننا ندرك أن التجربة علمتنا أن التقدم الحقيقى مرهون بالحلول الأفريقية التى تتعاون فيها دول القارة على مواجهة مشاكلها وتحقيق مصالحها.
من هنا كان تركيز مصر على اقتحام الصعب. أن نرتقى بالبنية الأساسية للقارة لكى نمتلك الأساس الصحيح للتنمية، وأن نعمل على مضاعفة التجارة بين دول القارة، وأن نركز الجهد لكى تتحول القارة من مصدر للمواد الخام التى تستنزف بأقل الأسعار إلى اقتصاد التصنيع وامتلاك التكنولوجيا واللحاق بالعصر.
تعزيز دور مصر الأفريقى ضرورة. تجربتها تؤكد على أن التنمية تحتاج لحراستها من حلفاء الشر. وعودتها لتشكيل القوة الأفريقية لمكافحة الإرهاب تؤكد الثقة فى أن أفريقيا قادرة على حل مشاكلها، وتقول ان مصر مستمرة فى أداء دورها الأفريقى لتبنى مع الأشقاء المستقبل الذى ينشر الخير فى ربوع القارة السمراء.