وتبقى كلمة

المسـتشار

 صفوت محمد
صفوت محمد

اسعى أليه دوما.. أتلهف إلى اللقاء.. أسعد بكلماته.. أتلقى نصائحه بتقدير وعرفان.. إنه «الكبير» الذى نطيعه بحب.. توجيهاته معجونة بخبرة السنين.. انه التحم مع هذا الواقع والارض.. لذا نصفه وجيله بـ»المستشار» الذين يملأون العالم سعادة وهناء.. سألته يوما عن الرزق وسنوات العمر تركت بصماتها عليه ولم يعد يقوى على السعى.. اشار إلى فمه وفتحه واغلقه ثم وصلنى صوته وهو يقول «طالما فمى يفتح ويغلق فإن الرزاق موجود ووعده الحق بألا يجوع احد على الارض ولن يتعرى».
انهم فى كل مكان.. ينتشرون.. الملجأ والسند.. النصح والارشاد.. لذا عبرنا عنهم فى ادبنا الموروث بأن من ليس له كبير يشترى له كبيرا.. تحرص كل الدوائر على الاستفادة بهم وبخبرتهم.. ينتشرون فى كل المواقع ينقلون تجربة وواقعا.
آمل الا يكون هذا الواقع غائبا عن بعض راسمى الخطط ومنفذيها.. رغم ان الكبار فئة رائدة كبيرة فى التجربة والسن.. اتذكر ما تقصه دفات وامهات الكتب.. بأن حاكما اراد قتل كل المسنين.. علم شاب يحب أباه بالامر.. أدخل أباه غرفة سرية.. لم يجده الجنود.. مع الايام وشى الجواسيس والخونة.. اختبر الملك الشاب قبل حبسه وقتل أبيه.. بعث له يستدعيه.. احتار الشاب وقص على والده.. تبسم العجوز وقال لابنه: أحضر عصا كبيرة واذهب للملك عليها راكبا ماشيا.. ذهب الشاب.. أعجب الملك بذكائه.. أمره ان يأتى فى الصباح لابسا حافيا.. حكى لابيه فأمره بنزع الجزء السفلى من حذائه.. فعل الشاب.. أمره الملك بأن يأتى ومعه عدوه وصديقه.. قص الشاب على أبيه فقال: خذ معك زوجتك والكلب واضرب كل واحد منهما أمام الملك.. ضرب الشاب زوجته امام الملك فصرخت وقالت له: ستندم وأعلنت أنه يخفى أباه وتركته وانصرفت.. قام بضرب الكلب واشار اليه فأتى مسرعا يطوف حوله فرحا به.. أعجب الملك وأمره ان يأتى بأبيه.. مثل الاب المسن امام الملك ليقرر تعيينه مستشارا له ونجا الشاب من القتل بفضل أبيه.. فالكبير مهما تقدم فى السن فهو كنز لا ندرك قيمته إلا بعد فوات الأوان.. اجعله مستشارك ومكانا لأسرارك فدائما ستجد الحل معه.