إنها مصر

مصر التى ندافع عنها

كرم جبر
كرم جبر

إذا كان الدفاع عن مصر «لا يعجب البعض» فأهلا به، وإذا كان الهجوم عليها شجاعة فبئسها، فمصر هى الشعب والأرض والدولة.. الشعب الذى تنبع هويته من التلاحم السلمى بين الحضارات والأديان، وفشلت الجماعة الإرهابية فى جره لأتون الصراع الطائفى، بين المسلمين والمسلمين، وبين المسلمين والأقباط، ورفض المصريون أن يكونوا وقودا لحروب دينية، مثل التى تحرق دول الجحيم العربى.
مصر هى التى يعيش فيها كل أبناء البلدان الذين ضاقت بهم الأرض، ليسوا لاجئين وإنما إخوة وأشقاء، كانوا أعزاء وغدرت بهم الأيام، وسحقتهم قوى الشر وعندما طرقوا أبوابنا فتحنا لهم ورحبنا بهم، وعاشوا بيننا كمصريين لهم نفس واجبات الإقامة والضيافة والاحترام.
لم ينجح مشايخ الإرهاب فى تقسيم المصريين إلى «رويبضة» مصيرهم النار، و»مؤمنين» يدخلون الجنة، ومصر هى وطن التسامح والتعايش والمحبة والسلام ولم تعترف بتقسيماتهم الإرهابية المجحفة.. واللعنة على من يقترب من هذا المخزون الاستراتيجى، ويؤجج الفتن والصراعات.
مصر هى الأرض، التى سعت الجماعة الإرهابية إلى التفريط فيها، وتصدى لها جيشها العظيم، وبالمناسبة فهذا الجيش الذى يروى ثراها بالدماء، لا يعرف التفريط فى شبر واحد من أرضها، ولم يكن قادته فى يوم من الأيام، إلا حراسا أمناء على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، وتحطمت على صخرته مؤامرات التقسيم والتفريط.
هذا الجيش هو الذى تصدى لمؤامرة تجويع الشعب المصري، وتفجير الأزمات المعيشية كل يوم، وقرر أن يقوم بهذه المهمة الوطنية الكبرى، لحماية الأمن القومي، ثم عاد الكارهون ينقدون تدخله فى المشروعات الكبرى وكأنهم كانوا يريدون استثمار الأزمات لصالحهم وأغراضهم.
مصر هى الدولة، التى تصدت لمؤامرات التفكيك والهدم، فظلت مؤسسة القضاء حائط صد ضد الأخونة، ترفع رايات العدل فى أشد ساعات الظلم، ولم يرهبها بطش جماعة ولا إجرام الأهل والعشيرة، واستردت الشرطة قوتها بعد أن حاولوا إطلاق اللحى وتمزيقها وتشتيت كوادرها، واستبدالها بميليشيات الشاطر والسيف والجلاد، استهدفوا رجالها بهجوم ضار، إلا أن تضحياتها هى الوسام الذى يزين صدر البلاد.
مصر هى مزيج الثقافات والحضارات على مر التاريخ، فأثمرت فنونا وآدابا ورقيا يشع نوره على دول وشعوب المنطقة، وسط ضجيج التكفير وصليل السيوف وقرع الدفوف.
قارنوا بين أغنيات حب الوطن التى عكست روح الجمال والتسامح والفداء، «عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم»، والفن المصرى الذى يغوص فى أعماق الثقافة المصرية، ويصوغ ما يؤجج الوجدان بالحماسة والوطنية.
وقارنوا بين أغانى الإرهاب «وصليل السيوف» وجز الرقاب وعبادة إراقة الدماء، وغيرها من صراخ الخوارج الذين جاءوا من أعماق التكفير والتطرف والإرهاب.. مصر لم تكن ذلك، وبإذن الله لن تكون.