«أنصار بيت المقدس».. 5 سنوات من المحاكمة للمفتي

المستشار حسن فريد رئيس محكمة جنايات القاهرة
المستشار حسن فريد رئيس محكمة جنايات القاهرة

بعد 5 سنوات محاكمة.. شهدتها محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، لنظر قضية «أنصار بيت المقدس»، والمتهم فيها 208 متهمين، في اتهامهم بارتكاب 54 عملية إرهابية، نطقت المحكمة اليوم بإحالة الإرهابي هشام عشماوي و36 آخرين لمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم وحددت جلسة 2 مارس المقبل للنطق بالحكم.. «بوابة أخبار اليوم» تستعرض المحطات التى مرت بها القضية بداية من التخطيط وإحالة المتهمين للمحكمة مرورًا بالاتهامات والأحراز وأقوال الشهود ومرافعات النيابة العامة والدفاع وحجز القضية للحكم وإحالة المتهمين لمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم..

الإحالة لمحكمة الجنايات

في فبراير 2015 قررت النيابة العامة إحالة المتهمين لمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، لاتهامهم بارتكاب 54 عملية إرهابية، ما بين تفجيرات لأماكن حيوية، واغتيالات لضباط ومجندين، وتخريب منشآت الدولة، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات، والتخابر مع حركة حماس.

الاتهامات

وجهت النيابة للمتهمين عدة اتهامات منها تأسيس وتولى القيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، والتخابر مع منظمة أجنبية متمثلة في حركة حماس «الجناح العسكري لتنظيم جماعة الإخوان»، وتخريب منشآت الدولة، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات.

الأحراز

عشرات الأسلحة النارية وصواريخ وقذائف «أر بى جى»، و14 مفجر حرارى تم ضبطها بمسكن أحد المتهمين، 6 عبوات من مادة «tnt»، ومقذوفات مستخرجة من جثمان الشهيد المقدم محمد مبروك، ومجموعة من الفلاشات وكروت الميمورى وبطاقات الرقم القومى، ولاب توب وهواتف محمولة مكسرة، ونظارات، وأحراز أخرى رفضت النيابة إحضارها وعرضها لاحتوائها على مواد شديدة الانفجار.

الشهود

تمسك دفاع المتهمين بسماع أقوال جميع الشهود والذين أكدوا الاتهامات فى حق المتهمين وبلغ عدد الشهود 834 شاهد إثبات، ومن أبرز الشهود اللواء محمد إبراهيم والذى جاء للإدلاء في محاولة اغتيال بالقرب من منزله، والضابط محمد عبد الرحمن مجري التحريات في الدعوى.

مرافعة النيابة

سرد المستشار إسلام حمد، رئيس نيابة أمن الدولة العليا، جانب من تاريخ تأسيس جماعة "أنصار بيت المقدس"، قائلًا: «المتهم الأول توفيق فريج زيادة، وكنيته أبو عبد الله، كان بائع عسل، بدأ نشاطه قبل 15 عامًا بين عناصر تنظيم التوحيد والجهاد، ولما قضى الله على تلك الجماعة، تم اعتقاله ثم خرج وبدأ في نشر الأفكار التكفيرية، وبدأ في استقطاب عناصر إرهابية جهلاء تحت جماعة اسمها أنصار بيت المقدس، وغرضهم الخروج على الحاكم والقتل وهذا إرهاب الجماعات، وليس من شرع الله.. أسسها في 2009، وكان ذلك في شمال سيناء، ومرت السنون حتى جاءت يناير 2011 وجاء قرار الإفراج السياسي عن المتهم الثاني الهالك محمد علي عفيفي ناصر، وأفرج عنه في 25 فبراير 2011، وأُعدم في مايو 2015.. محمد علي عفيفي خريج حقوق ولما حصل على شهادتها كفّرها وحاول السفر إلى العراق وفشل ثم توجه إلى اليمن وأصبح مدربا هناك، ورفض الانضمام لتنظيم القاعدة، حتى عاد مقبوض عليها في 2007، ولما تم حبسه تعرف على متهمين اثنين، قُتلا فيما بعد، ولما خرجوا في يناير توجهوا إلى سيناء وبايعوا توفيق زيادة، بائع العسل، والذي أصدر تكليفات للمتهم الثاني محمد على عفيفي بتولي التنظيم في البلاد، وكانوا بالدين جاهلين، ولم ينفذوا أي عمليات لا بعد يونيو 2013.. أما المتهم الثالث محمد بكري هارون كان بائع كاسيت ومدمنا للمخدرات، ولم يقرأ كتابا طول عمره»..

وأضاف: «هذه الجماعة الإرهابية زعمت القيام بها باسم الدين وارتكبوا جرائمهم بقتل الأمنين، على مدار سنوات استمعت هيئة المحكمة لشهود الإثبات والنفي لتحقيق العدل، حتى بدأ المتهمون في نسيان ما اقترفته أيديهم، وها نحن قد جئنا لنذكرهم بما فعلوه بمصر وأهلها، فكنا نفكر، نبدأ بنشأة تلك الجماعة وقيادتها الفاسدة، فما هي إلا أفكار سموها هم وأبائهم ما اختلف فيها شيء، أن يتبعون إلا الظن، فكلها جماعات خارجة وقيادتها للدين ذاهبة، استقطبوا أعضاء ورسخوا إليهم عقيدة فاسدة، استباحوا من على الأوطان حامين، خربوا المنشآت وروعوا الآمنين، قتلوا المسيحين، واستباحوا قتالنا بإدعاء منهم أننا لا نقيم الدين، وكل من يخالفهم فهو خارج عن الملة وكافر ودمه حلال، فقد استباحوا دماء المسلمين والمسيحين، تركت الجماعة تفسير رسول الله وأتباعه للقرآن، واتبعوا أهوائهم وقادتهم، حاربوا جيش مصر الذي أسموه جيش التتار، وشرطة البلاد التى أسموها شرطة الأشرار، عناصر زعمت أنها لبيت المقدس أنصار، سعوا لهدم البلاد فقتلوا من كان للبلاد أخيار وأبرار، مشيرًا "زعموا أن المسيحيين نقضوا العهود، واستندوا إلى أن المسيحيين لم يلتزموا بالضوابط الشرعية الملزمة لأهل الذمة، وحتى نكون منصفين، فقد اختلف المتهمون أنفسهم وهم بقفص الاتهام جميعا، فاختلفوا فمنهم من أنكر استحلال ممتلكات ودماء المسيحيين، ومنهم من استباح، هذه هي الأفكار ولولاها ما كان للجماعة أنصار، أسسوا جماعة لتخريب الوطن وقتل الأبرار".

الحكم

قررت محكمة جنايات القاهرة، بجلسة 1 ديسمبر 2019 مد أجل الحكم على المتهمين لجلسة 1 فبراير 2020.

الإحالة للمفتي

قررت المحكمة برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين خالد حماد وباهر بهاء الدين، بجلسة 1 فبراير 2020، إحالة أوراق الإرهابي هشام عشماوى و36 آخرين من أصل 208 متهمين من تنظيم "بيت المقدس"، إلى المفتى بتهمة ارتكاب 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وحددت 2 مارس المقبل للنطق بالحكم.

المحالون للمفتي

المتهمون المحالون للمفتى هم توفيق محمد فريد، محمد أحمد نصر، وائل محمد عبد السلام، سلمى سلامة سليم، محمد خليل عبد الغنى، هشام على العشماوى، عماد الدين أحمد محمود، كريم محمد أمين، رستم ومحمود سمرى محمد، أيمن أحمد عبد الله، ورائد صبحى أحمد، ومحمد عبد الغنى على، ومحمد سعد عبد التواب، وربيع عبد الناصر طه، عمرو أحمد إسماعيل، كريم حسن صادق، عمرو محمد مصطفى، وسام مصطفى السيد، أحمد عزت محمد، أنس إبراهيم صبحى، عبد الرحمن إمام عبد الفتاح، محمد محمد عويس، محمود محمد سالمان، هانى إبراهيم أحمد، محمود عبد العزيز السيد، يحيى المنجى سعد، عادل محمود البيلى، ممدوح عبد الموجود عباده، أحمد محمد عبد الحليم، محمد عادل شوقى، فؤاد إبراهيم فهمى، محمد إبراهيم عبد العزيز، السيد حسانين على، محمد سلمان حماد، إسماعيل سالمان، محمد شحاتة، أحمد جمال.

الحكم النهائي

تصدر المحكمة بالجلسة الحكم على 208 متهمين بعد استطلاع رأي مفتي الجمهورية الشرعي في إعدام الإرهابي هشام عشماوى و36 آخرين.