من «تزوجت أخي» لـ«خطيبتي العذراء حامل»| روايات شاذة تتصدر معرض الكتاب.. ونقاد: «عبث»

من «تزوجت أخي» لـ«خطيبتي العذراء حامل»| روايات شاذة تتصدر معرض الكتاب.. ونقاد: «عبث»
من «تزوجت أخي» لـ«خطيبتي العذراء حامل»| روايات شاذة تتصدر معرض الكتاب.. ونقاد: «عبث»

-«ناقد أدبي» مهاجمًا: أعمال «مُسفة» لكتاب غير معروفين ودور نشر «بير السلم».. والهدف جذب رجل الزبون

- «أستاذ إعلام» يؤكد: الكُتاب اختاروا عناوين مستفزة لزيادة الإقبال دون مراعاة قيم المجتمع

- و«صاحب دار نشر» معترضًا: «حرية شخصية».. ولا يجب الحكم على الكتاب «من عنوانه»

 

 

«تزوجت أخي، أتمنى أن أقتل رجلًا، كيف تقتل أنثى، خطيبتي العذراء حامل، حكايات ما قبل النوم».. جميعها عناوين روايات استفزت جمهور معرض الكتاب في دورته الحالية الـ 51، المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، والتي تستمر حتى ٤ فبراير المقبل، بسبب ما تحمله من كلمات مثيرة وغريبة وعبارات جنسية ومضمون لا يليق بالذوق العام والثقافة والقيم والعادات والتقاليد المصرية- وفقًا لمتداوليها-.

عناوين مستفزة!

وأثارت هذه الروايات جدلًا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وانعكس أثرها بالسلب على الأوساط الثقافية، بسبب عنوانها المُسفة وفقًا للمنتقدين، الذين أكدوا أن الكاتب اختار عنوانا مستفزا غرضه تجاري لزيادة الإقبال على الرواية، دون مراعاة لعادات وتقاليد المجتمع المصري"، وامتد الأمر إلى المطالبة بمنع عرضها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لذا تناقش «بوابة أخبار اليوم» خبراء وأدباء عن هذه الظاهرة التي تتصدر المشهد الثقافي في معرض الكتاب هذا العام، وهل ترتقي للمشاركة في هذا العرس الثقافي؟

قصائد وأعمال «البالكون»

في البداية، قال الناقد الأدبي، رحاب الدين الهواري، إنها ليست المرة الأولى لمشاركة مثل هذه الأعمال المسفة في معرض الكتاب، فنفاجىء كل عام بقصص قصيرة وروايات وأعمال شعرية لا تصلح أن تكون بين دفتي كتاب، واصفا هذه الأعمال بكتب التفاهات وقصائد البالكون التي تهدف إلى إفساد الذوق العام من أجل جذب رواد السوشيال ميديا، مضيفًا: لا تصلح للكلام العام فهي تخلق "حالة من «السخط» في الشارع الثقافي.

وأضاف «الهواري» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن السبب في انتشار مثل هذه العام وطفوها على سطح معرض الكتاب هو موجة دار النشر التي كثرت بعد عام 2017، فكل دور النشر تهدف إلى الترويج للكتب التي تطبعها بهدف تحقيق عائد تجاري كبير، بعد إضافة عنصر الإغراء عليها لجذب رجل الزبون، للترويج لأعمال مسفة لكتاب غير معروفين ودور تحت بير السلم، متابعًا: أيضًا هناك دور نشر مشهورة توزيع كتب العلاقات الحميمية والألفاظ المسيئة للكبار والصغار، وتستهدف أعمار معينة كالأطفال والمراهقين، لزيادة التوزيع وتحقيق ربح تجاري.

وأوضح الناقد الأدبيأن «السوشيال ميديا» نجحت في فضح هذه الظاهرة السلبية، لتضع وزارة الثقافة أمام أزمة سنوية في حاجة للنظر إليها ومعالجتها، مواصلًا حديثه بقوله: كنا زمان نحارب كتب التشيع وأعمال الجماعات الإرهابية، والآن نحارب كتب إفساد الذوق العام والسوشيال ميديا وقصائد البلكونة، ونتمنى إجراء حاسم من وزارة الثقافة تجاهها.

 

أين الإبداع!

وتابع «الهواري»: يجب فضح أصحاب هذه الدور وكذلك الكتب، وإحالتهم للمحاكمة بتهمة إفساد الذوق العام للقراء والتحايل على إدارة المعارض لدخولها وعرضها أمام الملايين، فهي بمثابة سرقة مقنعة وتحايل على القانون، مطالبًا وزارة الثقافة بتنقية جميع العناوين المشاركة في أي فعالية ثقافية وخاصة في معرض الكتاب، مختتمًا تصريحاته بقوله: «أين الإبداع في ذلك؟».

سخط المثقفين

أما الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فاعتبر معرض الكتاب منبر ثقافي غاية في الأهمية بما يحتويه من فعاليات وأنشطة ثقافية متنوعة وليس فقط مكان لتجمع لما أنتجته العقول مطبوعًا من فكر وإبداع، وهذا الوهج الثقافي يتجلي في الندوات الفكرية والثقافية والسياسية التي ينظمها المعرض بالإضافة للعروض المسرحية والغنائية والموسيقية الراقية التي تثري العقل والوجدان بجانب للقيمة الاساسية للمعرض كمنفذ وملتقي لمحبي الثقافة والعلم والإبداع وما يتبعه من حراك ثقافي غاية في الأهمية، لكن رغم ذلك نجد أن هناك العديد من المطبوعات لبعض دور النشر لا ترقي لمثل هذه القيمة العالية لمعرض الكتاب.

وأضاف «المرسي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الأمر ليس فقط في معرض هذا العام ولكن أيضا في الأعوام القليلة الماضية إلي عرض الكثير من عناوين ومضامين الكتب المسفة والسطحية والتي لا تتلائم مع نسق القيم والأخلاقيات في المجتمع، وهو ما أثار موجة من الاستياء لدي رواد المعرض ومرتادي السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المختلفة كما أثار موجة من الغضب وخاصة في أوساط المثقفين.

وأبدى «المرسي» آسفه مما يحدث في المعرض ربما يتسق مع واقع النشر في العديد من دور النشر وبعضها معروف من التوجه لنشر العديد من المطبوعات السطحية التي قد لا ترقي للنشر وكذلك التوجه لنشر العديد من الاعمال الإبداعية التي لا تتسق مع نسق القيم والأخلاقيات في المجتمع ناهيك عن عناوين الكتب المثيرة التي تستهدف جذب القارئ للشراء بغض النظر عن قيمة المضمون، مضيفًا: «اعتقد أن هذا الأمر يجب الانتباه له».

 

الحل المناسب

أما عن الحلول، فذكر: «يجب العمل علي تلافيه خلال الدورات القادمة للمعرض من خلال تفعيل بعض القواعد الخاصة بالعرض داخل المعرض، وضرورة التزام دور النشر بها بالإضافة الي انتقاء دور النشر المعروفة والتي تعمل علي التنوير والتثقيف كأساس لاشتراكهم بالمعرض، مشيرًا إلى أن هذه الأمور التي يمكن تلافيها مستقبلًا بمزيد من الدقة والتنظيم والانتقاء والقواعد من الهيئة المنظمة للمعرض بالاضافة لأهمية الوعي لدي دور النشر بالأهمية الثقافية العالية لمعرض الكتاب ومكانته ليس فقط في مصر ولكن علي المستوي العربي والإقليمي، مختتمًا: «هي أمور تنظيمية تتسق مع نسق القيم والأخلاقيات ولا تتعارض مع حرية الفكر والإبداع».

حرية شخصية!

وعلى صعيد دور النشر، انتقد يوسف المصري، صاحب دار «المصري» للنشر، الهجوم على هذه الكتب، قائلًا: «كل واحد حر يسمى اللى هو عايزه»، مضيفًا أن العنوان ليس بالضرورة أن يعبر عن مضمون العمل الروائي أو الكتاب، فلا يمكن الحكم عليه من غلافه- وفقًا له.

وذكر «المصري» لـ«بوابة أخبار اليوم»: «يجب أن نقرأ المحتوى أولًا ولا نتسرع في الحكم عليها»، لافتًا إلى أن هذا الأمر معتاد خارج مصر وفي الدول الأجنبية، بل امتد الأمر إلى عناوين صادمة وصارخة، متسائلًا: «لماذا كل هذا السخط هنا؟».

ونوه صاحب دار «المصري» للنشر إلى أن الوسط الثقافي المصري لم يصل إلى حد الإنحدار، بل الكل يشارك في أي معرض ثقافي وفقًا لرؤيته وإمكانياته الكتابية والتسويقية.