فضفضة

«هى دى مصر»

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

من يرد أن يرى مصر الحقيقية، «يخطف رجله» ويذهب إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب.
من يرد أن ينشرح قلبه وعقله بشباب مصر، ويطمئن أنهم بخير يركب «أتوبيس» ويقضى أمتع يوم بين أجنحة هذا المعرض.
ومن يرد أن يطمئن على مستقبل هذا البلد، وأن أبناءه مازالوا بخير، يخصص يوماً من إجازة نصف العام الدراسى ويذهب إلى أرض المعارض فى التجمع الخامس، وأنا على يقين أنه لن يندم، وسوف يكرر الزيارة، ويتمنى ألا ينتهى المعرض.. لا تتردد وخذ كل أولادك والمدام.
لو معاك ١٠٠ جنيه سوف تجد روائع الكتب التى يمكن أن تقتنيها، ولو معاك عدة آلاف سوف تجد ما يمكن أن تنفقه فى أحدث ما أنتجت دور النشر.
لا أبالغ إذا قلت لك أن مصر كلها فى معرض الكتاب، أسراً وعائلات، وضيوفاً من شتى انحاء العالم، لا تصدق من يقول لك إن الناس تذهب للفسحة، ولا تشترى الكتب وأنها تذهب للأكل، أنا أؤكد لك أن زيارة واحدة مثلا لجناح هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة ستجعلك تغير رأيك من شدة الزحام على الدفع.
إنه الزحام الوحيد الذى يمكن أن تتمناه.. زحام على القراءة والعلم والمعرفة.. شباب زى الورد، وأطفال وكبار السن، كل يبحث عن مبتغاه، انها متعة ما بعدها متعة أن تتنقل بين الدور بحثا عن عنوان جديد أو رواية لمبدع يطرق دنيا الإبداع.
وإذا تعبت من «اللف» داخل أروقة المعرض سوف تجد أماكن راقية ومحترمة تأكل فيها أنت وأولادك وأيضا على «قد فلوسك» من سندوتشات الفول والطعمية، لمطاعم الخمس نجوم، وسوف تستمتع بعروض فنية فى الساحة المفتوحة، من يعزف ومن يغنى.. ولو مهتم أكثر يمكنك أن تحضر ندوة أو تحصل على توقيع من كاتبك المفضل.
هى دى مصر.. أنا سعيد بعودة معرض القاهرة الدولى للكتاب لشبابه بعد أن تجاوز الخمسين بعام.