حكايات مصرية

مقصورة الحب والجمال

زاهي حواس
زاهي حواس

قصة الملكة حتشبسوت

معبد حتشبسوت بالدير البحرى يحكى لنا قصة هذه الملكة العظيمة التى حكمت مصر حوالى ٢٢ عاما وتركت لنا أعظم معبد فى مصر. أما مقصورة الحب والجمال فهى تخص الإلهة حاتحور إلهة الحب والجمال عند الفراعنة وأغلب ملكات مصر تشبهن بهذه الألهة وقد اعتقد الفراعنة أنها عيون الإله رع إله الشمس وهى زوجة الملك الحى وأم الملك القادم. وقد أقيم لها مقصورة داخل معبد حتشبسوت وتقع هذه المقصورة على اليسار من رحلة الملكة إلى بلاد بونت بالمسطح الثاني. وقد كان الوصول إليها فى الأصل عبر باب منفصل أو سلم خارج الحائط الجنوبى وهى تتآلف من جزء أول مبنى وجزء ثانى منحوت فى الصخر. أما الجزء الأول فهو عبارة عن صالتين: الصالة الأولى يتوج واجهتها أربعة أعمدة مربعة ويتوج الجانبان المتقابلان من العمودين أوسطين رأس الإلهة حاتحور بوجه امرأة وقرنى بقرة. أما مناظر الجدار الشمالى من هذه الصالة فنرى منظر للبقرة حاتحور داخل ناووسها وهى ترضع الملكة وصورة أخرى للملكة أمام حاتحور ويفصل بين الصالتين جداران صغيران على يمين ويسار المدخل ويوجد بينهما أربعة أعمدة.
أما الصالة الثانية فتتكون من ١٢ عمودا فى صفين وبهم مناظر وهي: أولا على الجدار الشمالى منظر برى فيه فرقة من الجند يحمل المعدات والمراوح وقد صور فوقها صفان من المراكب الضخمة وفى نهاية الجدار نرى تحتمس الثالث وهو يقوم برقصة تقسية أمام حاتحور، أما الجزء الثانى ويصل إلى مدرج صغير يؤدى إلى صالة ذات عمودين ويقع بها أربعة أبواب تؤدى إلى هياكل صغيرة وسقف هذه الصالة مثل السماء بلونها الأزرق والنجوم.
ونشاهد أيضا منظر للبقرة حاتحور داخل مظلتها فوق القارب المقدس ويرتفع فيها الملكة. ونرى أيضا حتشبسوت تقدم القرابين لحاتحور ويقف أمام الملكة الطفل (أخي)بين حاتحور يهز الشخشيخة وهو مثل يشكل طفل عار. أما عن الهيكل الخارجى وهو مقبى وبه منظران واحد يمثل الملكة حتشبسوت ترضع من ثدى البقرة بينما يقف أمامها آمون ومنظر أخر يمثل حتشبسوت بين الإلهةحاتحور والإله آمون الذى يرفع علامة الحياة «العنخ» إلى أنف الملكة لكى تعيش مدى الحياة فى جنة الاياروا.