من بلد الإمام إلى قلعة السجاد «المنسية».. حكاية وآمال قرية «أبو شعره»

شهرة قرية ساقية ابو شعره بالمنوفية
شهرة قرية ساقية ابو شعره بالمنوفية

تعد قرية ساقية أبو شعره بمحافظة المنوفية.. واحدة من أهم القرى المنتجة للسجاد الحرير بمحافظة المنوفية، وقد عرفت القرية بهذا الاسم نسبة إلى الإمام والعلامة الشيخ أحمد الشعراني، الذي كان أحد أئمة الشافعية.

 

وجاء «الشعراني» من حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة، واستقر به المقام بالقرية وأنشأ ساقيه كبيرة كانت تروى جميع أراضي القرية، ويرتوي الأهالى من مياهها، كما أقام الإمام الشعراني مسجدًا وبه الآن الضريح الذى دفن بداخله.

 
من جانبه، قال الحاج رشدى العسكرى - بالمعاش-، أحد أهالي القرية، إن قرية ساقية أبو شعره اشتهرت منذ عقود باحتوائها على مصانع لإنتاج السجاد الحرير، فضلا عن الورش المنتشره بالمنازل والتى يعمل بها أفراد العائلات لمواجهة البطالة وتوفير الموارد المالية للأسرة، لافتًا إلى أنه كان يمتلك مصنعًا لإنتاج السجاد الحرير فى الثمانينات، حيث قمنا بتصدير أجود المنتجات إلى دول أوروبا.

 
وقال محمود العسكرى، من شباب القرية، إنه نشأ منذ نعومة أظافره على اهتمام القرية بصناعة السجاد الحرير، وبلغ عدد المصانع، مستطرًا: «فى البداية كانت هناك ١٠ مصانع كبيرة تخصصت فى إنتاج أجود أنواع السجاد والتى كانت تصدر للخارج نظرا لجودتها، إلا ان الوضع حاليا وبعد تعويم الجنيه أصبح لا يسر أحدًا، فتقلصت الصناعة، ولم تعد هناك سوى ورش وأنوال صغيرو تكفى حاجة الأسر».

 
فيما أضاف الحاج رشدي العسكرى أنه كان مشاركًا فى عدد من المعارض بدولة ألمانيا، متابعًا: وحدث إن كان الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى جولة بألمانيا، وشاهد منتجات القرية من السجاد، وفور علمه بجهودنا قام بزيارة قرية ساقية أبو شعره فى شهر نوفمبر من عام ١٩٨٧، وإعجب بشده بمنتجاتنا وتعدد الورش والأنوال.

 

وتابع: حينها طالب مبارك، آمال عثمان وزيرة الشئون الاجتماعية بدعمنا وتوفير الحرير الخام للمصانع ومساعدتنا بتوفير الحمايه من جشع التجار وترويج منتجاتنا بالخارج.


ويقول الحاج رشدى العسكرى إن الصناعه حاليا تشهد تراجعا واضحا بسبب ارتفاع أسعار خامات الحرير والتى ارتفعت بعد تعويم الجنيه من ٢٠٠ جنيها للكيلو الى ٢٠٠٠ جنيه، ما أدى لعزوف كثير من الأهالى عن الصناعة ويعتمد بعض الشباب حاليا على مخلفات مصانع الكرفتات للاستمرار فى الانتاج لكن بجوده أقل من ذى قبل.


وطالب أهالى قرية ساقية أبو شعره بمركز اشمون باهتمام الدولة بإحياء صناعة السجاد الحرير وتوفير الخامات الجيدة حتى تعود تلك الصناعة للازدهار من جديد.