خواطر

سيادة ليبيا واستقرارها .. أمـن قومــى مصـرى

جلال دويدار
جلال دويدار

 كل التحركات المصرية على الصعيدين الإقليمى والدولى تؤكد أن لا مساومة ولا مواربة فى حتمية إرساء دعائم أمن واستقرار الجارة العربية الشقيقة الملاصقة لحدودنا الغربية. إن تحقيق هذا الهدف يأتى على رأس حقوقنا فى الحفاظ على الأمن القومى الوطنى المصرى. ليس هذا فحسب وإنما هو أيضا الأمن القومى العربى.
 ما تقوم به مصر من جهود سياسية مكثفة على كافة الأصعدة السياسية يعكس هذه الأهمية التى توليها لحل الأزمة الليبية لصالح سيادتها الوطنية ورفع المعاناة عن شعبها الشقيق. يضاف إلى ذلك الوقوف إلى جانب الجيش الوطنى الليبى فى مواجهة الإرهاب والتصدى للأطماع والتدخلات الخارجية. ليس هناك من توصيف لما تبذله مصر فى هذا الصدد سوى أنه تجسيد لعلاقات الإخوة التاريخية التى تربطها بالوطن الليبى.
فى هذا الإطار وحقنًا لدماء الشعب الليبى تبنت مصر دومًا التوصل إلى حل الأزمة بالطرق السلمية. إنها تستند فى هذا الموقف على اتفاق (الصخيرات) الذى يمثل الأساس التى اتفقت عليه القوى الوطنية الليبية ولم تلتزم به حكومة السراج الواقعة تحت سيطرة الإرهاب.
 ما اتخذته مصر من مواقف يتفق ويتوافق مع إرادة الشعب الليبى التى يعبر عنها مجلس النواب المنتخب. هذا التوجه الوطنى الليبى أكدته زيارة رئيس هذا المجلس عقيلة صالح لمجلس النواب المصرى. أعلن عن رفض الشعب الليبى القاطع لاتفاق السراج والعثمانلى إردوغان.
 ليس خافيًا أن ما يسعى إليه العثمانلى هوً محاولة الخروج من حالة الإخفاق لسياساته الداخلية والخارجية وما أدت إليه من فشل ويأس وإحباط. يأتى ضمن ذلك إسقاط ثورة الشعب المصرى للحكم الإخوانى العميل لأوهامه القائمة على عودة الحكم العثمانى الغابر.
 ارتباطًا بكل هذه التطورات تركزت تحركات الموقف المصرى على التواصل مع المجتمع الدولى، إنه تجسد فى اللقاءات والاتصالات الدولية التى قام ويقوم بها الرئيس السيسى والتى آخرها حضور المؤتمر الذى بدأ اجتماعاته أمس فى برلين.
كانت جهود الرئيس قد شملت أيضا التباحث والتشاور مع الرئيس الروسى بوتين ومع المستشارة الألمانية ميركل ومع رئيس مفوضية الاتحاد الأوربى ومع رئيس وزراء إيطاليا. إنه يستهدف من وراء ذلك استنفاد كل السبل وصولا إلى الحل السلمى المأمول تجنبا للتصاعد فى التوتر ومعاناة الشعب الليبى. الأمل معقود حاليا على مؤتمر برلين الذى دعت إليه المستشارة الألمانية ميركل.
ليـس من سبيل للخروج من الأزمة سوى إقدام الأمم المتحدة راعية هذا المؤتمر بتسريح حكومة السراج وميليشياته وتشكيل مجلس رئاسى جديد يمثل الشعب، تضاف إلى ذلك إقامة حكومة قادرة على خدمة هذا الشعب والحفاظ على مقدراته بعيدا عن هيمنة هذه الميليشيات وأطماع متعهديها من أمثال أردوغان العثمانلى.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي