القارئ وأنا

ليلة الحجر على «ماجدة»

إسلام دياب
إسلام دياب

بنبرة صوتها المميزة التى وصلت إلى مسامعى عبر الهاتف عندما كنت أتحدث إلى نجلتها الفنانة غادة نافع لسؤالها عن الدعوى التى كنت أقوم بتغطيتها داخل المحكمة منذ أربع سنوات بحكم عملى فى القسم القضائى بجريدة «الأخبار» والتى رفعتها «غادة» على والدتها «ماجدة الصباحى» بالحجر عليها لتمكنها من التصرف فى جميع أموالها وممتلكاتها، لتوضح «غادة» أن والدتها هى من طلبت منها أن ترفع هذه القضية عليها بعد موافقة محاميها للحفاظ على أموالها من عمليات النصب والسرقة التى تعرضت لها خلال السنوات الأخيرة، لتطالبها النجمة الكبيرة بأن تتحدث إلىَّ عبر الهاتف ليأتى صوتها العذب قائلة: يا أستاذ إسلام أحب أن أوضح لحضرتك أن حياتى وأموالى وكل ما أملك لابنتى وأرجو أن توضح لزملائك الأمر لأن هناك بعض الصحفيين الذين اتهموا ابنتى بالباطل وهذا غير صحيح، لأوضح لها أن اتصالى بها كان الهدف منه هو التحقق من سبب رفع الدعوى لاستكمال موضوعى، فوجهت الشكر لى لتحرى الصدق قبل النشر، فطلبت منها إجراء حوار معها للجريدة، فاعتذرت وطلبت تأجيله لأسباب صحية، لتنشر «الأخبار» تنويها على غلافها بتصريحات «ماجدة» الخاصة..
كنت أتمنى إجراء حوار مع هذه الشخصية الجميلة التى تحمل أسرار وخفايا صناعة السينما على مدار عقود طويلة لكن القدر كان أسبق من تلك الأمنية، لترحل منذ أيام فى هدوء عذراء الشاشة العربية التى حاربت بقوة من أجل الانتصار لحقوق المرأة ولا أقدر أن أنسى لها فيلهما الوطنى الذى أنتجته «العمر لحظة» والذى يعتبر العمل الفنى الوحيد الذى عبر بالصورة والغناء عن مذبحة مدرسة بحر البقر وعن تصوير جانب من المجتمع المصرى من النفعيين والانتهازيين الذين كانوا سببا فى هزيمة الوطن بنكسة 1967 والذى جاء معبرا فى رد زوجها فى الفيلم عن عنوان تحقيقها الذى جاء على لسان أحد المصابين فى العمليات الفدائية «الدم غالى.. والتراب غالى» ليرد عليها زوجها بعبارة: «صح والويسكى غالى.. واللحمة أغلى» ويتركها راحلا لتصرخ فيه: عبد العزيز ومحمود وغيرهم اللى اتصابوا فى شدوان هما دول رجالة مصر.. رحم الله النجمة الكبيرة التى أحبت فنها وأخلصت له.