إنها مصر

شريط الذكريات فى «برنيس» !

كرم جبر
كرم جبر

مرّ شريط الأحداث أمامى كالحلم، وأنا أجلس فى منصة القاعدة البحرية فى «برنيس»، فما يحدث على أرض مصر هو «المعجزة الكاملة».
بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001،فوجئت الولايات المتحدة بأن الخطر الرهيب يأتى من الشرق الأوسط، ومن دول الشر الجديدة أفغانستان والعراق، فتغير البرنامج الهائل الذى أعدته لحرب «النجوم»، إلى الحرب على «الكهوف».
وتبدلت الخطط بعد أن تمكن تنظيم القاعدة من استخدام الطائرات بصورة أقوى من الصواريخ، وتدمير برجى التجارة، ولم تعد كوريا الشمالية ولا دول جنوب شرق آسيا، هى الشيطان الذى يهدد امريكا بالفناء، بل المسلمون المتشددون الذين قامت بتربيتهم فى جبال أفغانستان، وبعد غزو افغانستان، جاء الدور على العراق.
كشفت الدوائر الامريكية نفسها اسرارا مذهلة، اهمها ان صدام لم يكن يمتلك اسلحة دمار شامل، ولم تكن له علاقة بتنظيم القاعدة، وان التقارير التى اتهمته بذلك كانت من صنع احمد الجلبى الجاسوس العراقى الذى صنعته امريكا، ورد بوش «كنت سأغزو العراق، حتى لو لم يمتلك اسلحة دمار شامل»
وقررت واشنطن إعادة استخدام الذئاب الذين حضّرتهم فى جبال افغانستان للثأر من دولهم، واخرجت من الادراج خطة تفكيك دول المنطقة، واعادة تركيبها من جديد، بعد انهاك قواها واستنزاف مواردها.
انها «الفوضى الخلاقة» فى شكل «ايقاظ الصحوات الاسلامية»، «داعش» فى سوريا والعراق و«الحوثيين» فى اليمن، و«القاعدة» فى ليبيا والجزائر والمغرب و«الاخوان» فى مصر،ب حيث تفجر كل «صحوة» حرباً أهلية،وحققت النظرية الجديدة نجاحا ساحقا، واشتعلت الفتن والحروب على النحو الذى نراه الآن.
فى الغرب يتوقعون استمرار الحروب الدينية فى الشرق الاوسط، بنفس الزمن الذى استغرقته الحروب الدينية فى اوربا اى ثلاثين عاما، حتى تُنهك قوى الشعوب وتنضب مواردها،وتكون مستعدة للجلوس على موائد التفاوض، والكل مهزوم ويقبل ما يُملى عليه من خطط التقسيم، فيولد شرق اوسط جديد مطيع ومستسلم، وتهيمن على اقداره ومقدراته اسرائيل القوية.
كان مستهدفا ان تكون مصر فى القلب، و«موديل الخراب» الذى يتم تصديره للدول الاخرى، وحقق لهم الاخوان الخطوات التمهيدية، بالاعتداءات المتكررة ضد الاقباط، وبإشعال فتيل الصراع السنى الشيعى فى مصر.
وتوقف مخطط «الربيع الدموى فى مصر»، بظهور الجيش المصرى على مسرح الاحداث، وسيطرته على مقاليد الامور والحفاظ على امن واستقرار البلاد، واعادة بناء مؤسسات الدولة.
هم الرجال الذين ملأوا قلوبنا بالطمأنينة والفخر، ونحن نتابعهم فى قاعدة «برنيس»، ويؤدون القسم بأن تبقى مصر محفوظة، وقوية وعزيزة وكريمة بين الأمم.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي