ستبقين دائما معنا

طاهر قابيل
طاهر قابيل

٣٠ عاما قضيتها قريبا من الأستاذة خديجة عفيفى وجدت فيها الصحفية الشاطرة التى تعشق الصحافة وتعطى صحيفة «الأخبار» كل وقتها ومجهودها.. لم تترك القلم من يدها حتى فى أشد لحظات المرض.. وزعت مشاعرها على الجميع بدون مقابل.. فهؤلاء تلاميذها وفى معزة ابنها وابنتها.. والآخرون زملاء يجمعها معهم الأخوة والجدعنة. والحب والاحترام.. كانت وستبقى نموذجا للمهنية والحب والإخاء.


أول ما عرفتها عندما قضيت عاما محررا بالقسم القضائى فى بداية التسعينيات من القرن الماضي.. أتذكر لها مواقف كثيرة منها أنها كانت تصطحبنى معها فى سيارتها الفيات ١٢٧ إلى محكمة جنايات مصر الجديدة فى طريقها لمنزلها..

وعندما كلفت بتغطية أخبار نيابة أمن الدولة العليا فى اجازتها لم تبخل على بتوصية إلى المستشار عبدالمجيد محمود محامى أمن الدولة العليا فى ذلك الوقت لمقابلتى وتسهيل حصولى على الاخبار.. ولا أنسى دموعها عندما اشتد عليها المرض وطلبت اعفاءها من العمل وتدخلت أنا وغيرى من الزملاء نتحايل عليها لتبقى لانها من أمهر المحررين القضائيين وتمتلك بدون مقارنة علاقات قوية مع مصادرها حتى رضخت لمطلبنا.

ولا أنسى أيضا أنه فى بداية عملى كمحرر قضائى أن اختلفت مع رئيس محكمة على أسلوب التغطية لدائرته وأخذتنى كرامة الشباب فاعتزلت الذهاب إليه للحصول على الاخبار.. وجدت الاستاذة خديجة تقول لى يوما: إن فلان بيه يسأل عنك وعندما شرحت لها الموقف وجدتها تقول لى أذهب إليه وهو يعتذر عن سوء التفاهم ومجهزلك قضية وحكم كويس.. وعندما ذهبت إليه وجدت كل ترحاب وطريقة مغايرة عن أول مقابلة معه.


رحمة الله عليك أختى العزيزة وستبقين دائما فى قلوبنا بحبك واحترامك ونشاطك ورعايتك للكبير والصغير.