تحليل| بعد ضرباتها على القواعد الأمريكية.. حظر الطيران ينهال على إيران والعراق

محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود القط
محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود القط

محلل حوادث طيران: مصر لا تستخدم المجال الجوي الإيراني .. وتم تعليق الرحلات لبغداد

محلل حوادث طيران :الراكب هو الطرف الثالث المتضرر من حظر المجال الجوي

ضربة صاروخية شنتها إيران على قاعدتين أمريكيتين في العراق، كانوا سببًا في إعلان عدد من الدول حظر الطيران الخاص به فوق المنطقتين، فقد أطلقت طهران أكثر من عشرة صواريخ باليستية من الأراضي الإيرانية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين، حسبما أعلن الجيش الأمريكي.

و للوقوف على تداعيات هذا الوضع أجرت «بوابة أخبار اليوم» اتصالا هاتفيًا مطولا مع محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود فيصل، تحدث خلاله عن كيف يؤثر حظر الطيران بكل من العراق و إيران على منطقة الشرق الأوسط ومصر..

قال كابتن طيار محمود فيصل، إن إعلان عدد من الدول تجنب المجال الجوي الإيراني والعراقي، له تأثير من جانبين؛ الأول يقع على الدول المحظورة ذاتها  لأن الحظر سيجعلها في عزلة أكبر مما هي عليه.

وأوضح محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود فيصل، أن التأثير الأخر يقع على شركات الطيران؛ لأن شركات الطيران المحددة مساراتها فوق هذه المنطقة سوف تكون مضطرة لتحديد مساراتها مرة أخرى، وهذا يكبد شركات الطيران عبء وتكلفة اقتصادية نظرا لأن شركات الطيران سوف تقوم بإعادة حسابات الوقود وبرامج الرحلات الجوية الخاصة بها.

مصر

وأوضح محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود فيصل ، أن مصر تتابع هذا الموقف من خلال غرفة إدارة الأزمة في وزارة الطيران المدني، وإدارات السلامة الجوية بالشركة الوطنية مصر للطيران، اللتان تقوما بعمل تقيم كامل للموقف ورصد هل لمصر للطيران مسرات جوية في هذه المناطق، ومن خلال ذلك تبدأ بإعادة تعديل لمسار هذه الرحلات مرة أخرى ، ورجح أن "فيصل"،أن هذا الحظر بالنسبة لمصر غير مؤثر بشكل كبير، لأن أغلب رحلات مصر للطيران لا تستخدم هذه الدول كمسارات في رحلاتها،  وفي كل الأحوال مصر لا تستخدم المجال الجوي الإيراني منذ فترة كبيرة جدا.

وأكد فيصل أن الشركة الوطنية مصر للطيران قررت تعليق رحلاتها المتجهة إلى بغداد اعتباراً من اليوم الأربعاء 8 يناير وحتى الجمعة 10 يناير 2020، وذلك حفاظاً على سلامة الركاب والطائرات ولحين استقرار الحالة الأمنية بالمدينة، موضحا أن من الممكن أن تزيد المدة في حال عدم استقرار الأوضاع بالمنطقة.

الطرف الثالث

وقال محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود فيصل،إن هناك طرف ثالث متضرر جراء حظر المجال الجوي الإيراني والعراقي، وهو المسافر الذي يريد أما العودة إلى إيران أو العراق، أو الخروج منهما، وهو أكثر طرف متضرر من هذا.

الشرق الأوسط

وأوضح  محلل حوادث الطيران، أن منطقة الشرق الأوسط تأثرت بشكل كبير جدا جراء ما حدث، وأن أغلب مسارات الرحلات الجوية لدول الخليج تعبر المجال الجوي الإيراني أو العراقي،  وأن إعادة تقيم المسارات وتوجيها سيكون له تأثير كبير جدا في برامج الرحلات الجوية الخاصة بشركات الطيران العاملة في المنطقة ، مؤكدا أن دول الخليج هي الأكثر تأثرا من الجانب الفني لان من المفترض أن هذه الشركات سوف تقوم بتعديل مساراتها الجوية.

حظر جديد بمنطقة الشرق الأوسط

أكد محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود فيصل، أن هناك منطقتي حظر جديدة تضاف إلى قطر المحظور مجالها الجوي من قبل 4 دول بمنطقة الشرق الأوسط وهم «السعودية و الإمارات ومصر والبحريين»، فبذلك أصبحت منطقة الشرق الأوسط من صعب الطيران فيها خاصة للدول التي أعلنت حظر المجال الجوي القطري وذلك لأن المجال الجوي العراقي والإيراني شبه متلاصقين ، والمجال الجوي القطري ليس بعيد فأصبح من يريد الطيران من الدول المعلنة حظرهم سوف يقوم بعمل مسارات صعبة جدا.

شركات الطيران العالمية

أكد كابتن فيصل ، أن المشكلة الأكبر تواجه  شركات الطيران التي تستخدم هذه المسارات للذهاب لدول أخرى هنا لأن غالبية شركات الطيران كانت تستخدمها المجال الجوي العراقي والإيراني لرؤيتهم سهولته لانتقال من نقطة إلى أخرى، لكن مع الوضع الراهن رحلاتهم سوف تتأثر من حيث المواعيد واستهلاك الوقود، خاصة لأن اختيار مسارات الرحلات يكون بناء على تقييمات أن هذه المسارات هي الأقل في استهلاك الوقود و توفير للوقت، وسوف تلجأ هذه الشركات التي أعلنت دولها أو هي من أعلنت حظر الطيران ،لاستخدام مجال بديل يكون استهلاك الوقود به أعلى مقارنة بالمجال المعتمد من قبل.

وقال محلل حوادث الطيران كابتن طيار محمود فيصل، إن منظمات الطيران العالمية دورها يقتصر على مساعدة شركات الطيران في تحديد مساراتها الجديدة وتوفير الوقود لان كل ذلك كون بالتنسيق معها.

أمريكا وحظر موسع بالمنطقة

كانت أعلنت اليوم إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية الحظر على شركات الطيران المدني الأمريكية التحليق في المجال الجوي للعراق وإيران وخليج عمان والمياه الفاصلة بين السعودية وإيران، وعددت أسببها على خلفية الأنشطة العسكرية المحتدمة والتوترات السياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، والتي قد تعرض عمليات الطيران المدني الأمريكية للخطر.

روسيا توصي بعدم التحليق

بينما قامت هيئة الطيران المدني الروسية بتوصية شركات الطيران الروسية بعدم التحليق فوق إيران والعراق ومنطقة مياه الخليج.

الهند تحذر من السفر للعراق

بينما أصدرت الهند تحذيرا بشأن السفر وطلبت من مواطنيها تجنب السفر للعراق على خلفية أطلاق طهران أكثر من عشرة صواريخ باليستية من الأراضي الإيرانية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين بالعراق.

الفلبين تجلي راعيها من العراق

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الفلبينية بإجلاء إلزامي لمواطنيها في العراق، وقال المتحدث باسم الوزارة إنه «تقرر رفع مستوى الإنذار في عموم العراق إلى المستوى الرابع الذي يدعو إلى الإجلاء الإلزامي».

شركات الطيران ما بين الحظر وإلغاء الرحلات

فيما كان وضع شركات طيران ما بين إلغاء الرحلات والحظر، فألغت شركة فلاي دبي الإماراتية رحلتها إلى بغداد اليوم الأربعاء، وقالت الشركة إن رحلاتها إلى مدينتي البصرة والنجف العراقيتين ستعمل اليوم الأربعاء،وأضافت «نحن على اتصال بالسلطات المعنية ونواصل مراقبة الوضع عن كثب».

وأعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية، اليوم الأربعاء إنها ستستأنف الرحلات إلى طهران غدا الخميس، بعدما ألغت في وقت سابق رحلاتها اليومية إلى العاصمة الإيرانية بسبب الوضع الحالي هناك،وأكدت لوفتهانزا الألمانية أن مطار طهران مفتوح ولا توجد قيود أمنية على الاقتراب أو على المناطق المحيطة.

وذكرت الشركة الألمانية أن رحلات مجموعة شركات الطيران التابعة لها ستواصل التحليق حول المجالين الجويين الإيراني والعراقي.

من جانبها أعلنت «إير فرانس»، أنها قررت وقف رحلاتها فوق إيران والعراق،بينما أعلنت الخطوط الجوية السنغافورية إنها ستحول جميع رحلاتها بعيدا عن المجال الجوي الإيراني، أيضا أعلنت الخطوط الجوية الماليزية تفادى المجال الجوي الإيراني.

أيضا، قالت شركة كانتاس الأسترالية إنها عدلت مسارات رحلات الشرق الأوسط لتجنب المجال الجوي فوق العراق وإيران حتى إشعار آخر، كذلك أعلنت «تشاينا إيرلاينز»، أكبر شركة طيران في تايوان، أن طائراتها لن تحلق فوق إيران أو العراق بسبب التوترات في المنطقة، كما أعلنت شركة «إيفا إير» التايوانية أن طائراتها لن تحلق في المجال الجوي الإيراني.