ذكرت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم، أن الخلافات الداخلية حول الحقائب الوزارية وأسماء شاغليها والأزمة الإقليمية التي اندلعت بمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ستؤخر حتما تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء المكلف، بعدما كانت المؤشرات السابقة كافة ترجح إعلان إنجاز الحكومة الجديدة وصدور مراسيمها غدا الثلاثاء.
وأشارت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) إلى أن تسارع الأحداث في اليومين الأخيرين بعد مقتل سليماني، يُنذر بأن التطورات السياسية ستفرض نفسها على طريقة تشكيل الحكومة اللبنانية ونوعية وزرائها، فضلا عن أن الأسماء والحقائب التي سيشغلها الوزراء المسيحيون لا تزال تمثل عقدة أساسية تحتاج إلى المزيد من المشاورات.
وجزمت الصحف أن لا حكومة في اليومين المقبلين، لافتة إلى أنه إلى جانب العقدة المسيحية واعتراض أقطاب الطائفة الدرزية على طريقة توزيع الحقائب الوزارية، فإن اسم وزير الخارجية في الحكومة المنتظرة، لا يزال محل خلاف وقيد النقاش على نحو "فرمل زخم التشكيل" لما يشكله هذا المنصب من أهمية وخصوصا في تحديد سياسات لبنان في المحافل الخارجية.
وأعربت الصحف عن تخوفها من أنه إذا لم تبصر الحكومة الجديدة النور في اليومين المقبلين، فإن الموعد قد يرحل إلى أمد بعيد، بما يعني ربط إعلان الحكومة بالصراعات الإقليمية والدولية الأمر الذي استفحل بمقتل سليماني، مع تشدد حزب الله في "الورقة الحكومية" لمزيد من الإمساك بها واعتبارها إحدى أوراق التفاوض.
وأكدت أن الحسابات الضيقة للقوى السياسية في مسار تشكيل الحكومة، تنعكس سلبا على التأليف الحكومي، وأن كل طرف يلقي باللائمة على الآخر أملا في تحقيق مزيد من المكاسب كأن لا شيء حدث أو تغير.
وأشارت الصحف إلى أن بعض القوى السياسية بدأت تتحدث عن ضرورة تأليف حكومية سياسية مُطعمة باختصاصيين (تكنوقراط) وليس حكومة تكنوقراط خالصة على نحو ما وعد به رئيس الوزراء المكلف حسان دياب، بزعم أن حكومة التكنوقراط لم تعد تصح في مواجهة المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان والمنطقة نتيجة مقتل قاسم سليماني، والتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
