«إصابات بالاختناق» و«تراشق بالحجارة».. أجواء ملتهبة بقرب السفارة الأمريكية بالعراق

صورة من أمام السفارة الأمريكية
صورة من أمام السفارة الأمريكية

خطفت السفارة الأمريكية بالعراق الأنظار مع خواتيم عام 2019 وبداية عام 2020، حينما أضحت بقعةً مشتعلةً بالأحداث جراء احتجاجاتٍ شعبيةٍ تنظمها فصائل عراقية مسلحة نوت الاعتصام في محيط السفارة الأمريكية، ولم تغادر مسرح الأحداث لليوم الثاني على التوالي.

وألفت السفارات الأمريكية في عديد الدول الإسلامية بمواكبة احتجاجاتٍ شعبيةٍ كثيرةٍ على مواقف الولايات المتحدة، في بعض الأحيان، لكن الأحداث عند السفارة الأمريكية العراقية بالعراق اكتسبت طابعًا خاصًا هذه المرة.

أحداث ملتهبة

وعلى مسرح الأحداث، رشق مئات من أعضاء فصائل مسلحة عراقية وأنصار لهم، اليوم الأربعاء 1 يناير، السفارة الأمريكية في بغداد بالحجارة لليوم الثاني على التوالي.

وردت القوات الأمريكية المتمركزة عند السفارة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لإبعادهم عن مقر السفارة دون جدوى.

وأدى ذلك إلى وقوع إصابات في صفوف المحتجين جراء الاختناق بالغاز. ونقلت قناة "السومرية نيوز" عن مصدرٍ لم تسمه قوله إن "إطلاق الغاز أدى إلى إصابة ستة أشخاص من المتظاهرين بحالات اختناق".

منعطف جديد

وتمثل الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية، التي لم تخلُ من العنف ومحاولات الاقتحام المتكررة، منعطفًا جديدًا في العلاقات بين أمريكا والعراق، منذ رحيل القوات الأمريكية بصورةٍ رسميةٍ عن العراق عام 2011.

كما تمثل الأحداث الجارية بمحيط السفارة الأمريكية ببغداد حربًا جديدةً بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، وكلٌ منهما يتمتع بنفوذٍ داخل بلاد الرافدين، ذات التركيبة السكانية التي يغلب عليها الأكثرية الشيعية.

وتظاهرت حشود أمس الثلاثاء أمام السفارة، وأشعل المحتجون النار في موقع أمني وألقوا الحجارة على قوات الأمن وحطموا كاميرات المراقبة، لكنهم لم يقتحموا المجمع الرئيسي الضخم للسفارة.

سبب الاحتجاجات

جاءت الاحتجاجات بعد عمليةٍ عسكريةٍ أمريكية، في وقتٍ سابقٍ هذا الأسبوع، داخل الأراضي العراقية، استهدفت فصائل عراقية موالية لإيران.

واشتعلت الأحداث بدءًا من يوم الأحد الماضي، بعدما أجرت القوات الأمريكية عملية عسكرية في الحدود العراقية، حيث قصف الطيران الأمريكي، مواقع للحشد الشعبي في محافظة القائم على الحدود العراقية السورية، ما أسفر عن مقتل أربعة مقاتلين بينهم مسؤول كبير، وإصابة 30 مقاتلًا.

كما شنت القوات الأمريكية غارات جوية على قواعد تديرها كتائب حزب الله المدعومة من إيران داخل العراق، مما أسفر عن مقتل 25 مقاتلا على الأقل وإصابة 55 آخرين.

ونددت العراق بالخطوة الأمريكية، وقالت إنها ستبحث إمكانية عدم التعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

لكن في الوقت ذاته، استنكرت القيادة السياسية العراقية محاولات اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، وقال الرئيس برهم صالح إن ذلك ينتهك اتفاقات دولية تلزم بلاده بحماية البعثات الأجنبية.

التراشق الأمريكي الإيراني

وفي المقابل، تتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الأحداث عند مقر السفارة الأمريكية ببغداد، وهو ما تنفيه طهران، التي بدورها تتهم واشنطن بتبني سياسات مدمرة في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الثلاثاء، "إن الأحداث الأخيرة في العراق أثبتت أن لدى أمريكا نوعًا من الهوس بإهانة الشعب العراقي والحسابات الخاطئة والبلطجة".

وفي خضم ذلك، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء بالانتقام من إيران، لكنه تراجع بعض الشيء في وقتٍ لاحقٍ، وقال إنه لا يريد خوض حرب معها.

وتقود فصائل عراقية مسلحة يتقدمها الحشد الشعبي، وهي مدعومة من إيران، مسرح الأحداث من أمام السفارة الأمريكية، دون أن تعبأ بمطالب الحكومة العراقية بالابتعاد عن مقر السفارة الأمريكية بوسط العاصمة بغداد.