فى الصميم

الأزمة ستطول!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

ما يجرى فى لبنان والعراق الآن يقول بوضوح إن الازمة ستطول وتتعقد. الطبقة السياسية التى قالت للناس إنها فهمت ما يريدون بثورتهم على الأوضاع، تعود الآن لكل ممارساتها القديمة، وتتصور أنه من الممكن تجاوز تحرك الجماهير، والعودة إلى أوضاع وضعت البلاد على حافة الكارثة!! لا تريد «أو لا تستطيع» الطبقة السياسية هناك حتى الآن أن تستوعب الحقيقة الاساسية التى لابد من استيعابها حتى يمكن تجاوز الأزمة، وهى أن المشكلة لم تكن عند الناس هى أن يحكم فلان أو علان من هذه الطبقة، وإنما أن تتحمل مسئولية ما حدث نتيجة فسادها وأن تحاسب على ذلك. وأن يأتى عهد جديد يترجم تحرك الناس الذين تجاوزوا فى حراكهم الطائفية والمذهبية، ورفضوا التدخل الاجنبى، وخرجوا فى ظل ولاء وحيد للوطن.
الآن.. تعود الطبقة السياسية هنا وهناك لتتصارع على الحكم، ولتحاول استعادة المناخ الطائفى لكى يكون غطاء للمصالح الشخصية، أو ممرا للنفوذ الاجنبى. نسمع فى بيروت عن حكايات سياسيين خرجت معظم ثرواتهم للخارج ووجدت البنوك لهم مليارات الدولارات لتحويلها، بينما صغار المودعين تغلق أمامهم الأبواب، والمسئولون يعلنون أن خطر الافلاس يتزايد.
وفى العراق يعود عبث الصراع على الحكم فى ظل رعب العديد من الميليشيات - التى تقول إنها أحزاب - من وعى تراه الآن فى الشارع، ومن حساب لابد أن يأتي، ومن شعب عرف ـ بعد سنوات المأساة ـ أن الطريق للإنقاذ فى يده، وأن الولاء للعراق وحده هو الحل، وأن العراق أكبر من أن يكون ضيعة لدولة أخرى أو ساحة للصراع بين ميليشيات عميلة.
ويبقى الوصول إلى بر الأمان مرتبطاً بأن تدرك الطبقة السياسية أنها تراهن على المستحيل حين تتصرف وكأن خروج الملايين لا يعنى لها شيئا، ولا يغير من أوضاع انتهت عمرها الافتراضى منذ زمن، ولا يفتح أبوابا أغلقتها الطائفية والفساد والتدخل الاجنبى لعهود طوال!!