قصص وعبر| الطبيب المزيف "قليل الأدب"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شاب من ضعاف الأنفس.. فتحت له الدنيا ذراعيها ليدق أبواب الرزق الحلال، إلا أنه عاث في الأرض فسادا، وسلك طريق الغواية بحثا عن إشباع رغبته الحيوانية، ونسي الله فأنساه نفسه.

 

تم طرده من جميع الوظائف التي عمل بها، وكان آخرها خدمة عملاء بإحدى شركات الاتصالات بسبب سوء سلوكه والتفوه بعبارات خادشة للحياء مع زميلاته والعملاء، فبدلا من أن يتخذ الطريق القويم، ويجني ثمرا حلالا طيبا إلا أنه لبس عباءة إبليس كي يشبع رغباته الحيوانية حيث ذهب عقله ورسم خطته بمداد قاتم، وقام بشراء بعض أدوات الطبيب المستعملة من البالطو الأبيض، والسماعة، وجهاز قياس الضغط والحرارة ليقنع ضحاياه بوظيفته الجديدة، وهداه شيطانه باختيار أحد الأحياء بمنطقة المعادي لتكون مقرا لإشباع رغباته، وألصق على البالطو "باتش" وزارة الصحة.

 

وبخطوات يشوبها ثقة أخذ يطرق أبواب هذا الحي موهما ضحاياه بابتسامة خبيثة تعلو وجهه وتخفي وراءها غريزة ذئب بشري، وأنه مكلف من قبل الوزارة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي للنساء، ونجح الذئب في إيهام أول ضحاياه، وقام بتوقيع الكشف الطبي عليها، وطلب منها إبلاغ جيرانها بتواجده بتوقيع الكشف الطبي عليهن أيضا.

 

وما إن بدأ بالكشف الطبي على إحدى الجارات ابتلعتها الدهشة، و جحظت عيناها من تصرفاته الغريبة، انتفضت من فوق سريرها، وبعينين طافحتين شرا بعدما تشككت في أمره، قائلة" أنت قليل الأدب" وطلبت منه الكارنيه الخاص بمزاولة مهنة الطب، شحب وجهه، وبدت عليه علامات الريبة والخوف، وتلعثمت الكلمات بين شفتيه، وتملكته رعشة، وحاول الهرب، لكنهن أطلقن صرخات مدوية تجمع على إثرها الجيران وتمكنوا من التحفظ عليه.

 

انتقل على الفور النقيب وليد محمود محمد معاون مباحث قسم شرطة البساتين، وتمكن من القبض عليه وبحوزته أدوات طبية، وأحيل إلى النيابة التي وجهت له تهمة هتك عرض المجني عليهما، وانتحال صفة طبيب بشري دون أن يكون له صفة رسمية من الحكومة أو  إذن منها.

 

وجاء قرار المستشار عبد الظاهر الجرف رئيس محكمة جنايات القاهرة، وعضوية المستشارين، عبدالباسط الشاذلي، ومحمود مصطفى كمال، وخالد عبدالغفار النجار الرؤساء بمحكمة استئناف القاهرة بمعاقبة الطبيب المزيف بالسجن المشدد ٥ سنوات.