نقطة فى بحر

دم «سليم» فى رقبة من؟

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

سليم طفل لقى حتفه عندما سقط من الطابق الرابع من العقار رقم ١٧ فى مشروع الـ ٢٩ عمارة بدار مصر الأندلس المرحلة الأولى.
سليم عمرو ذو العامين سقط من خلال سور البلكونة الألوميتال أو الكريتال - لا فرق - ليلحق بضحية أخرى هى الطفلة التى سقطت العام الماضى من عمارة فى دار مصر بمدينة العبور.
مجموعات أو جروبات دار مصر على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» نشروا الخبر وقالوا فى البداية إنه تم نقله للمستشفى الجوى وما هى إلا ساعات حتى قدموا العزاء لأمه وأبيه حيث لفظ أنفاسه داخل المستشفى.
الغريب أننى وجدت على صفحة المتحدث الرسمى لوزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة «بوست» كتبه فى الساعة الخامسة إلا ثلاث دقائق مساء الجمعة أى بعد الحادث بسويعات يشيد فيه بالجهود الجبارة التى بذلها مساعد الوزير للمجتمعات العمرانية ورئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة ومعهم بعض من قيادات الوزارة والجهاز وهم فى جولة ميدانية يتفقدون فيها كل مشروعات المدينة عدا دار مصر سواء فى الأندلس أو القرنفل.
وجه الغرابة أننى توقعت أن الجولة ستشمل زيارة الطفل فى المستشفى والاطمئنان عليه أو مواساة ذويه بعد أن دفعوا ثمن أخطاء التصميم فى عمارات المشروع .. صدق من قال : الإحساس نعمة.
لم يحرك المسئولون فى هيئة تنمية المجتمعات العمرانية ساكناً منذ حادث طفلة العبور سواء من ناحية إعادة تصميم سور البلكونة أو ترك أصحاب الوحدات يتدخلون بشكل ما لدرء الخطر عن أطفالهم، لأنه ببساطة أى تغيير فى التصميم لابد وأن يحظى بموافقة جهاز كل مدينة وإلا الغرامة باعتبار ما تم مخالفة للتصميم الذى قام به من لا يأبه بنتائجه ونفذه من لا يعبأ بتوابعه.. والمدهش أن الحاجزين لجأوا عامى ٢٠١٥ و٢٠١٦ إلى المهندس وليد عباس نائب رئيس الهيئة مطالبين بتعديل التصميم وكان رده سأعرض الأمر على الوزير.. وطبعا الوزير أصبح رئيس وزراء وننتظر العرض على الوزير التالى.
وسؤالى إلى رجال القانون هل من حق أسرة الطفل ضحية عمارات الأندلس والطفلة ضحية العبور فى عمارات دار مصر اللجوء للقضاء والمطالبة بالقصاص من واضعى التصميم والمطالبة بتعويض مهما كانت قيمته لن يعوض فقدان فلذات الأكباد.
>>>
فجأة انهمرت على جهاز المحمول الخاص بى رسائل تحذير من أكل الكيك الفلانى الذى يصنع فى بلد مجاور ويأتينا من دولة شقيقة، الأخ الذى أخفى وجهه كان يفك كيس الكيك ويقطعه إربا ليقدم لنا فى النهاية أقراصا صحيحة داخل كل كيكة مدعياً أنها تسبب السرطان. والناس هات يا تشيير ولم يفكر أحدهم أن لو الحكاية صحيحة ما الداعى لوضع القرص كاملا وهل يعجز من يريد الأذى عن طحنه وخلطه بالدقيق أثناء التصنيع.
يا عالم فكروا وشغلوا مخكم قبل أن تصيبوا الناس بالفزع والهلع.
يا ريت تشغل الفهامة منك.. له.. وترحمونا من سذاجتكم أو لامؤاخذة عبطكم.