إنها مصر

أصدقاء مصر

كرم جبر
كرم جبر

الزعماء لا يأخذون معهم الإنجازات، ولكنها تظل علامات مضيئة للأجيال القادمة، وأوسمة فوق صدور شعوبهم، وإذا ترددوا أو تكاسلوا أو خافوا، كتبوا على بلادهم الخروج من التاريخ.
لا يأخذون معهم ما شيدوه، لا المدن ولا الطرق والمصانع والمزارع والمدارس والجامعات، والنهضة الشاملة، وإنما يرسمون مستقبلاً مطمئناً لشعوبهم.
هكذا مصر تسارع الخطى وتسابق الزمن، ليس فقط لعلاج تراكمات قديمة، وإنما أيضاً لبناء دولة قوية، تقف على أرض صلبة، يعمل حسابها الأصدقاء قبل الأعداء.
شرم الشيخ إحدى العلامات البارزة التى تثمر نتائجها فى الحاضر والمستقبل، فهؤلاء الشبان النوابغ الذين جاءوا من مختلف دول العالم، هم خير أصدقاء لمصر فى بلادهم، لأن من يستمتع بشمس مدينة السلام، مثل الذى يشرب من مياه النيل، يحلم دائماً بالعودة.
لم تكن مصر فى تاريخها منغلقة على نفسها، وإنما منطقة إشعاع تستقبل وترسل، وتلعب دوراً مهماً فى الحضارة الإنسانية، منذ أيام الفراعنة حتى الآن، ومن يمر بأرضها يظل عاشقاً لها.
هل تذكرون الأزهر الشريف، عندما كان يستقبل طلاباً من مختلف دول العالم، فيعودون لبلادهم حكاماً ووزراء ومسئولين، يحملون لمصر كل الحب والخير والثناء؟
يوم توقفت وفود الدارسين فى رحاب الأزهر، فقدت مصر منصة للتقارب بين الشعوب والأديان، وأصدقاء كانوا يحملون سماحة الإسلام ووسطيته إلى دولهم فينشرون العدل والمساواة.
مؤتمرات الشباب الدولية فى شرم الشيخ - أيضاً - منصة واسعة لإحياء الدور القديم للتواصل المصرى مع سائر دول وشعوب العالم، واختارت مصر استعادة دورها بأسلوب جديد ومبتكر وفريد من نوعه، هو «صناع المستقبل».
الجلسات الحوارية والمناقشات الفكرية، تخلق نوعاً من الانسجام والتواصل وتبادل الأفكار والثقافات بين الشباب من مختلف بقاع العالم، ومن يرى الفرحة فى عيونهم، يتأكد أن حلمهم صار استمرارا للمجيء إلى شرم الشيخ والمشاركة فى منتدى الشباب الدولى.
الرسالة الأهم هى «مصر مستقرة»، أنعم الله عليها بالأمن والطمأنينة، رغم محاولات قوى الشر أن تنال من صمودها وعزيمتها، ولكن شباب العالم شاهدوا بأعينهم أنها دولة هادئة وقوية وواثقة وأرسلوا لأهاليهم «اطمئنوا نحن فى مدينة السلام».
حين يعود شباب العالم من شرم الشيخ إلى بلادهم، سيحمل سبعة آلاف شاب ذكريات وآمالا وأحلاما سوف يروونها لأهلهم ووسائل الإعلام فى بلادهم، وهم بذلك يشكلون أقوى شبكة مراسلين فى العالم تنقل الحقائق دون ألوان سياسية.
شباب نوابغ جاءوا بالعلم والنبوغ وقدموا نماذج رائعة، لا تصدق أنهم حققوها رغم صغر سنهم، لندرك جيداً أن عالم الغد، له رجال وقواعد وقوانين غير السائدة فى عالم اليوم، ولا سبيل إلا المزج بين الخبرات والثقافات.
الدول تكتسب مكانها وأدوارها بالعطاء والتواصل والقوة، وهذا ما تجسد على أرض شرم الشيخ المدينة التى يعشقها شباب العالم.