الحريري وبري: سرعة تشكيل الحكومة اللبنانية ضرورة وطنية وبعيدا عن التشنج السياسي

سعد الحريري
سعد الحريري

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أن هناك حاجة وطنية أصبحت أكثر من مُلحة للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وضرورة التعامل مع هذا الاستحقاق في ظل أجواء هادئة بعيدا عن التشنج السياسي وتتقدم فيها مصلحة للبنان على ما عداها من مصالح.

جاء ذلك في البيان المشترك الصادر عن بري والحريري، عقب اللقاء الذي عقداه ظهر اليوم لبحث آخر التطورات والمستجدات السياسية التي يشهدها لبنان.

وشدد رئيسا البرلمان وحكومة تصريف الأعمال القائمة، على وجوب تحلي اللبنانيين جميعا في هذه المرحلة الدقيقة، بالوعي واليقظة، وعدم الانجرار نحو الفتنة "والتي لا يمكن أن تُواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض، وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والجيش اللبناني للقيام بأدوارهم ومهامهم في حفظ الأمن والمحافظة على أمن المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة".

ويشهد لبنان حالة من الفراغ الحكومي المستمرة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وذلك منذ أن تقدم سعد الحريري باستقالته والحكومة بالكامل في 29 أكتوبر الماضي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية العارمة التي يشهدها لبنان منذ مساء 17 أكتوبر اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

وتعقد مسار تشكيل الحكومة الجديدة بصورة كبيرة بفعل الصراعات بين القوى السياسية، التي تختلف على شخص رئيس الوزراء الذي يجب تكليفه بتأليف الحكومة، وكذلك شكل الحكومة الجديدة، حيث ترى قوى سياسية بوجوب أن تتألف الحكومة من الاختصاصيين التكنوقراط فقط على نحو ما يطالب به المتظاهرون والمحتجون في الشوارع، في حين تطالب قوى سياسية أخرى أن تكون مزيجا من السياسيين والتكنوقراط معا.

وشهد لبنان في الآونة الأخيرة، لاسيما على مدى الأيام الثلاثة الماضية، أحداث عنف واشتباكات ومواجهات واسعة تركزت معظمها في العاصمة بيروت، وأخذ بعضها طابعا مذهبيا، على نحو سارعت معه القوى السياسية والدينية الفاعلة لإعلان رفضها أية تصرفات من شأنها أخذ البلاد نحو آتون الفتن والتناحر والاقتتال الداخلي.