قريباً من السياسة

الأمم المتحدة سلطة أم شاهد؟

محمد الشماع
محمد الشماع

محمد الشماع

العالم مطالب الآن بالانتباه إلى خطورة الوضع الذى وصلت إليه الأمم المتحدة، مما ينذر بفوضى ستلحق بالجميع فى عصر لم يعد أحد فيه بعيدا عن الخطر.

لقد آن الأوان للتفكير الجاد فى مستقبل الأمم المتحدة بعد فشلها الذريع فى القيام بمهامها الاساسية فى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والتصدى لظاهرة الإرهاب التى تواجه العالم وقضايا الهجرة غير الشرعية.. وأصبحت مجرد هيئة إغاثة يتعرض موظفوها للعدوان ولا تحظى مقارها بأى احترام  من اسرائيل التى قامت أكثر من مرة بقصف المدنيين الذين يلجأون إلى هذه المقار للحماية من وحشية القصف ولم يعد علم الأمم المتحدة يوفر الحماية لمن يلجأون إليه ولا حتى موظفيه.

احساس المواطن العربى تجاه المنظمة الدولية التى تنشط فقط عندما تتخذ قرارا فى صالح اسرائىل، كما أن التلكؤ والعجز فى اتخاذ قرار بوقف الحروب، وفشل مجلس الأمن إنما هو تعبير عن الاختلالات الجوهرية فى نظام الأمن الجماعى الذى تمثله الأمم المتحدة والقصور الذى يعترى النظام الدولى الراهن على نحو ما سبق ان حذرت منه مصر مرارا ودعت إلى تصحيحه وهو ما يبرز الحاجة لإعادة النظر فى جهود السلام والتقويم الأمين لمسببات توقفها واخفاقها.

إن نبض الشارع العربى هو إحساس كل أصحاب الضمير فى العالم الذين يجب أن يعملوا معنا من أجل إعادة تفعيل نظام الأمم المتحدة، والامر أصبح من الخطورة والضرورة والالحاح، بحيث يتطلب إعادة النظر فى القوانين واللوائح التى تحكم عمل المنظمة الدولية وكل مؤسساتها، وهى ليست لوائح ابدية وليس لها قدسية تمنع إعادة التفكير فى طرق التصويت واتخاذ القرار وعلى رأس هذه القواعد نظام حق الڤيتو الذى يشل عمل مجلس الأمن الذى توسعت الولايات المتحدة فى استخدامه للحد الذى افقد المجلس مصداقيته بين الشعوب.

لقد أصاب الرئيس السيسى الهدف عندما أكد على أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى جهد دولى كبير، داعيا إلى التكاتف فى دعم الدول التى تواجه الإرهاب وأن يكون هناك موقف موحد وحازم ضد الدول التى تدعم الإرهاب، وهذا ما يدفعنا إلى ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة، لكى نستطيع أن نتصدى للتحديات التى تواجهنا.