حديث وشجون

«عواد باع أرضه»

إيمان راشد
إيمان راشد

وعاد عبده مشتاق مرة اخرى للظهور، فقد شاهدت مؤخرا برنامجا فى إحدى القنوات إياها يؤكد فيه محمد على أنه سيرشح نفسه للرئاسة شريطة التأمين الدولى له.. وذكرنى ذلك بمسلسل كان شهيراً فى فترة ما بالاذاعة وملخصه ان رجلاً ثرياً متزنا يفتخر به اهل بلدته واقرانه تعرف على غانية اغوته فترك حياته خلفه وتفرغ لها وباع ارضه جزءاً يليه آخر حتى باع كل ما يملك من اطيان ووضعه تحت اقدامها وعندما افلس استيقظ فلم يجدها.. باختصار رجل انساق خلف شهواته مع امرأة لعوب فدمرته.. وكانت الأغنية التى تغنى بها أهل قريته «عواد باع ارضه يا ولاد شوفوا طوله وعرضه يا ولاد» ووجه الشبه هنا بين عواد وهذا الممثل المغمور «الشهوة» فالشهوة ليست بالضرورة ان تكون لامرأة بل هناك شهوة المال وشهوة الشهرة قد يختلف الهدف ولكن نتفق جميعاً فى السمات.
وهذا الشخص لم ينل الشهرة فى التمثيل ولكنه تفوق فى مجال المقاولات فاتفق على مقاولة هدم مصر واستخدم معاول الإحباط وبث الفتن فى نفوس المصريين.. ولكنه اكتشف متأخراً أنها معركة خاسرة فمصر ليست للبيع وخسر كل شىء.
باع ممتلكاته واصطحب زوجته وأولاده وفر هارباً خارج مصر وترك والديه واشقاءه ليواجهوا مصيرهم من الكره والخزى والعار.. نعم انانيته جعلته يستأثر بأبنائه لانهم يحملون اسمه اما ابوه الذى يحمل اسمه هو فلا يعنيه وتوهم انه بما يفعله سيدخل التاريخ.. نعم لقد دخله ولكن من أقذر أبوابه ووضعه أحرار ووعى المصريين فى مزبلة التاريخ.
المضحك المبكى ان هذا المقاول رأيناه وسمعناه فى البداية متحمساً ومتأكداً أنه سيؤثر على المصريين ونسى ان المصرى ليس له كتالوج فإذا شعر بالخطر استفاق وشحذ كل همته للدفاع عن بلده وبيته وأهله ناسياً كل ما يعانى من ازمات خلف ظهره فلتحيا مصر وليذهب كل من يريد بها سوءا للجحيم من يقول ان اى منا يريد العودة لحالة الفوضى والبلطجة التى عانينا منها منذ ٢٠١١.. كم أما ثكلت وكم طفلا تيتم وكم عائلا استشهد وسيارتنا التى سرقت وبيوتنا التى فزعت والخراب الذى حل بنا.. وطبعاً كل ذلك لا يعنيه فهو يحارب من خلال ما يبثه من فيديوهات اثناء تنزهه وليحدث للمصريين ما يحدث باع شرفه وعرضه وقد صدقت المقولة «اضطر كل اهل بلدان الثورات العربية المجاورة التى تدك بلادهم والهروب منها الا مصر لم يهرب منها الا الخائنون.
وتحيا مصر.. ويعيش المصريون