تأسس في القرن الرابع الميلادي.. قصة دير «أبو فانا» الأثري

دير «أبو فانا» الأثري
دير «أبو فانا» الأثري

يُعد دير أبو فانا الأثري بملوى بالمنيا، من أقدم أديرة الصعيد التابعة لكنيسة الأقباط الأرثوذكس، ويعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الرابع الميلادي.

ويقع الدير في الصحراء الغربية، على بعد حوالي 300 كم جنوبي القاهرة، وشمال غربي الأشمونين، وعُرف هذا الدير بعدة ألقاب ومنها "آفا فانا أو آفا فيني"، وهو اسم منشئ الدير القديس الراهب "أفا فيني"، ويُعرف أيضًا بـ "دير الصليب"، ولعل السبب في هذا الاسم هو وجود العديد من الصلبان المزخرفة داخله.

وعُثر على قبر "أبو فانا"، خلال عمليات التنقيب التي قام بها "معهد الآثار النمساوي" في القاهرة عام 1992، وفي ستينيات القرن العشرين، زار العالم الألماني د. أوتو مايناردوس، الدير وكان عبارة عن حطام مع بقايا تنبسط على مساحة عريضة، ولم يبق سوى الكنيسة التاريخية.

وعُثر أيضًا على قطع من الجرانيت الرمادي، وهو ما يشير إلى أن الدير ربما يكون قد بُني على الموقع الذي كان يومًا ما يقوم عليه معبدٌ قديم، وعلى هضبة صغيرة يوجد حطام قصر، أو برج، كان لدى أديرة قديمة وعلى بعد حوالي 80 مترًا من الدير المحطم نجد كهف أبو فانا، وهو المكان الذي يُقال إن "أبو فانا" عاش به. 

والمبنى المتبقي من الدير القديم يتكون من كنيسة بازيليكا قديمة، تغور بعمق في الرمال في وسط رابية شاسعة "لا شك" أنها -حسبما جاء في الموسوعة القبطية- تحجب حطام الدير، وربما تكون الروابي المجاورة تحجب الصوامع أو القلالي المنفصلة.

وذكر كتاب "تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية"، دير "أبو فانا" مرتين؛ الأولى حينما تم انتخاب البطريرك "ثيؤدوسيوس الثاني"، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1294-1300)، والثانية يتعلق بطفولة البطريرك متاؤوس الأول (1378-1408).

وبدأ التاريخ الحديث للدير مع تجدد اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا الدير، في أعقاب عمليات التنقيب التي قام بها "هلموت بوشهاوزن"، وفريقه من "معهد الآثار النمساوي" في الفترة 1987-1992، وبعد عمليات التنقيب هذه، قرر "المجلس الأعلى للآثار" المصرية في عام 2000، أن يحدد منطقة مساحتها (1 × 2) كم، على أنها الحرم الأثري للدير؛ ويشتبه "المجلس الأعلى للآثار" في أن هذه الأرض ربما تحمل بقايا تاريخية مدفونة. 

وبعد قرار "المجلس الأعلى للآثار"، بنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قلالي جديدة، ومدخلاً جديدًا، وغرفة استقبال، وكاتدرائية كبيرة خارج حدود الحرم الأثري مباشرة، وقبل عام 1999 لم يقم أي راهب إقامة دائمة في الدير؛ وجاء 5 رهبان إلى الدير عام 1999، وفي عام 2003 رسّم البابا الراحل شنودة الثالث، 12 راهبًا آخرين، ثم راهبًا آخر فيما بعد. 

ويضم الدير الكنيسة الأثرية، وهي واحدة من أقدم المنابر الدينية القبطية الثرية، حيث يعود تاريخ تأسيسها  إلى القرن السادس الميلادي، وهي مبنية بالطوب اللبن، وتبلغ مساحتها نحو 260 مترًا، ويعد نيافة الأنبا ديمتريوس مطران ملوي، وأنصنا والأشمونين، هو المشرف على الدير ورئيسه. 

وتعرض دير "أبوفانا"، لحادث سقوط سور الدير، مما أدى إلى مصرع 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين.

وجاء في بيان الكنيسة: "في ساعة مبكرة حدث انهيار للحائط الغربي بالكنيسة الأثرية لدير القديس أبو فانا التابع لإيبارشية ملوي، مما أدى إلى وفاة 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين، وتجري الآن أعمال الفحص والتحقيق للوقوف على أسباب الحادث". 

وأضافت الكنيسة في بيانها: "تنعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أبنائها الذين أودى الحادث بحياتهم، وتطلب من الله الراحة والنياح لأرواحهم والشفاء للمصابين".