مهمة فى منحل.. «الثانوية الزراعية» تنصب «عم ربيع» إمبراطورًا للعسل في الفيوم

مهمة فى منحل.. «الثانوية الزراعية» تنصب «عم ربيع» إمبراطورًا للعسل في الفيوم
مهمة فى منحل.. «الثانوية الزراعية» تنصب «عم ربيع» إمبراطورًا للعسل في الفيوم

 

الصدفة وحدها جعلته يفكر فى إنشاء منحل للعسل فى قريته كفر محفوظ التابعة لمركز طامية بالفيوم، رغم أنه موظف بالتموين فى ذاك الوقت، راودته الفكرة حينما سمع مدير تموين طامية عام 1982، يؤكد أن أفضل استثمار فى تربية النحل أو تجارة الذهب، ولم تخرج الفكرة من مخيلته حتى قام بتنفيذها وشراء 20 خلية نحل بمستلزماتها بسعر 75 جنيهًا للواحدة عام 1982 .

 

واستمر حتى وقتنا هذا يبيع كيلو عسل النحل بـ 40 جنيهًا فقط أقل من سعره بالسوق بـ 20 جنيهًا، ورفض كل الإغراءات فى رفع سعره حتى يكون فى متناول الجميع عند شراؤه، ذاع صيته وأصبح الإنتاج الذى يقدمه من أفضل الإنتاجية على الإطلاق فى هذا المجال، حتى ارتبط اسم العسل باسمه، فالجميع يناديه «عم ربيع بتاع العسل»، وكان لنا معه مهمة داخل منحله، تعرفنا خلالها على كيفية تربية النحل من مراحله الأولى حتى استخراج العسل وبيعه.

 

داخل قطعة أرض زراعية مساحتها 25 متر فى 25 متر يحوطها بالخشب وفوقها "تعكيبة عنب" يقع منحل ربيع محمد بيومى موظف التموين السابق بالمعاش حاليا، الذى يؤكد لنا أن بدايته مع تربية النحل بدأت عام 1982 بعدما قام بشراء 20 خلية نحل بكل مستلزماتها بسعر 75 جنيها للواحدة فى ذاك الوقت، وبدأ يتعلم كيفية تربية النحل بعدما استعان بكتاب الصف الثالث الزراعى وطبق ما فيه بحذافيره مثلما يؤكد حتى تمكن من معرفة كل كبيرة وصغيرة عن مملكة النحل وكبر منحله ليصبح يحتوى على 200 خلية، بالإضافة إلى عشرات الخلايا التى يقوم ببيعها للمبتدأين لتنفيذ المشروع.

 

يقول ربيع محمد بيومى: إن تربية النحل ليست صعبة ومن الممكن أن يقيم المبتدئ منحل صغير مكون من 10 طوائف نحل ليتدرب على مواجهة مشكلاته أولا وعندما يحصل على الخبرة يمكن أنه يقوم بتقسيم الخلايا إلى الضعف لأنه فى استطاعة النحال المتمرس أن يبدأ بـ 100 طائفة نحل ولكن يجب أن يكون المنحل مقام فى مكان يخلو من المناحل الأخرى، ويقوم بتقسيم النحل لزيادة الخلايا فى المنحل الواحد عن طريق تقديم عدد من البراويز المغطاة بالنحل "طرد" من الخلية الأساسية التى يراد تقسيم النحل منها إلى خلية خشبية أخرى، وتظهر لديه مشكلة عدم وجود ملكة لدى طائفة النحل فى الخلية الجديدة ويتم التغلب عليها من خلال الحصول على عذارى أو إحدى الملكات غير الملقحة لتصبح ملكة للطائفة الجديدة، والنحل الموجود فى أى طائفة يصل عدده من 50 إلى 100 ألف نحلة شغالة مع عدد قليل من الذكور لتلقيح الملكة بالإضافة إلى رأس الخلية وهى الملكة التى تضع البيض والذى يصل إلى 1500 بيضة فى اليوم فى موسم الربيع.

 

ويتابع: أن هناك 3 أنواع من العسل يتم إنتاجه من 3 أنواع من النباتات أشجار الموالح والقطن والبرسيم، وتتباين أوقات الإزهار فى النباتات ويزهر القطن بين شهرى أغسطس وسبتمبر ويزهر البرسيم فى شهرى مايو ويونيو والموالح فى شهر إبريل، وتختلف ألوان العسل الناتجة عن تلك النباتات حيث يكون عسل القطن لونه داكن يميل إلى البنى وعسل الموالح لونه ذهبى ورائحته قوية وعسل البرسيم لونه أصفر فاتح ويتميز عسل القطن بزيادة نسبة المعادن فيه.

 

ويوضح أن هناك شروط يجب أن يتبعها الشخص الذى يريد إنشاء منحل فيجب أن يكون فى منطقة زراعية وبعيدًا عن المناحل الأخرى وألا يزيد عدد الطوائف الموجودة به عن 100 طائفة وأن تكون منطقة هادئة بعيدة عن مصادر الضجيج المزعج للنحل وأن يبتعد عن مصادر التلوث، ومن المفضل أن يقام المنحل تحت شجرة أو "تكعيبة عنب" لتجنب تعريضه للحرارة فى فصل الصيف عكس الشتاء.

 

ويشير إلى أن تكاليف إنشاء المنحل تنحصر فى شراء خشب الخلية "الهيكل" بنحو 100 جنية للواحدة، وشراء طائفة النحل وتكون عبارة عن 5 براويز خشبية محاطة بالنحل 100 جنية، وتكلفة طوائف النحل للنحال المبتدئ تبدأ بـ 10 طوائف بنحو 2000 جنية، وفراز يستخدم لطرد العسل من العيون السداسية 1000 جنية، والأقنعة السلكية 100 جنية للقناع، والمدخن 50 جنية وهو أداة تستخدم للتدخين على النحل قبل الكشف على الخلية عبارة عن علبة أسطوانية الشكل لها غطاء به فتحة لخروج الدخان ويوجد به منفاخ لنفث الهواء من ثقب سفلى لدفع الدخان للخارج، والمنضج 200 جنية وهو عبارة عن إناء كبير مزود فى أسفله بصنبور ويوضع فيه العسل ويترك لمدة 6 أيام يطفو خلالها الشمع والشوائب العالقة بالعسل إلى أعلى ويترسب العسل النقى أسفل الإناء ليعبأ فى عبوات التوزيع مباشرة.

 

ويتابع أن النحل يتغذى على السكر والخلية الواحدة تأخذ نصف كيلو من السكر فى الأسبوع، وتنتج الخلية من 2 إلى 4 كيلو من العسل، وهو رقم ليس كبير مقارنة بإنتاج الثمانينات حيث كانت تنتج الخلية الواحدة من 7 إلى 8 كيلو من العسل بفضل سلالة القطن التى كانت تزرع أنذاك فى الفيوم جيزا 75 والتى تم نقلها لمحافظة بنى سويف وبسببها قلت إنتاجية العسل فى معظم مناحل الفيوم، مشيرًا إلى أن منحله يعتمد على قطفتين للعسل فى العام ومن الممكن أن يتحصل على الثالثة إذا كانت زراعة الذرة الصيفى كثيرة.

 

ويضيف أنه يتحصل على مكسب معقول من تجارة العسل رغم أنه يبيع بأقل من سعر السوق ولكنه فى المجمل يكسب، مشيرًا إلى أن منحله يخرج حوالى ربع كيلو من غذاء ملكات النحل والذى يباع الكيلو منه بـ 4 آلاف جنية فقط، ونصح من يريد أن يقيم مشروع المنحل فهو على أتم الاستعداد لمده بالخلايا وتعليمه كيفية تربية النحل حتى ينتج بالمجان.