حوار| سفير مصر الأسبق بفلسطين: إسرائيل الآن «أشد تطرفًا»

علما فلسطين وإسرائيل
علما فلسطين وإسرائيل

-السفير محمد منير: عاصرت استشهاد الشيخ أحمد ياسين في فلسطين

-إسرائيل في مأزق كبير بسبب عجزها عن تشكيل حكومة ائتلافية إلى الآن

-أطالب الفلسطينيين بالعودة إلى اللحمة الوطنية وإزالة الفرقة السياسية

 

لا تزال القضية الفلسطينية هي هم العرب الأكبر، الذي لا يغب عن بالهم حتى يتمكنوا من رفع الظلم والمعاناة على الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة للأراضي الفلسطينية، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة.

 

وأحيت فلسطين أول أمس الجمعة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يوافق التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عامٍ.

 

وفي خضم ذلك، التقينا السفير محمد منير عبد العزيز، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، وذلك تزامنًا مع إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأجرينا معه الحوار التالي.

-في البداية أخبرنا.. متى كنت سفيرًا لمصر لدى فلسطين؟

كنت سفيرًا لمصر في فلسطين خلال الفترة ما بين عامي 2001 و2006.

 

-ماذا عاصرت من أحداث آنذاك بالنسبة للقضية الفلسطينية خاصةً أن تلك الفترة كانت حساسة وجرى خلالها الانتفاضة الفلسطينية الثانية؟

خلال فترة تواجدي هناك التقيت أكثر من مرةٍ بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وحضرت استشهاد الكثير من الناس، من بينهم الشيخ أحمد ياسين، كما عايشت حصار غزة.

 

-ماذا تغير في طريقة التعاطي الإسرائيلية مع الفلسطينيين خلال فترة تواجدك سفيرًا لمصر في فلسطين مطلع هذه الألفية والأوضاع الحالية؟

المواقف الإسرائيلية الآن أشد تطرفًا.. فحينما يعتبر المستوطنات جزءًا من إسرائيل فهذا موقف خطير ويتناقض مع اتفاقية جنيف وحينما يسعى لتغيير التركيبة الديمغرافية لمدينة القدس، وحينما يهوّد المناطق فهذا تغيير كبير في طريقة التعامل الإسرائيلية.

كذلك أيضًا حينما تقول إن الجولان إسرائيلية وإن الضفة الغربية كذلك، وكل هذا خروج عن الشرعية الدولية.

 

-هل ترى أن المواقف الإسرائيلية يمكن أن تتغير مع تولي بيني جايتس المحتمل لرئاسة الحكومة، وهو ينتمي لتيار يسار الوسط في إسرائيل عن المواقف الحالية في عهد بنيامين نتنياهو اليميني المتشدد؟

لا أتوقع أن يحدث هناك تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه فلسطين، فكلهم متطرفون.

 

-ما هي الوضعية الآن في إسرائيل في ظل ضبابية المشهد السياسي هناك؟

إسرائيل الآن في مأزق كبير وهو عدم استطاعة تشكيل حكومة ائتلاف إسرائيلية، فهم يريدون الخروج من هذا المأزق بأي مغامرة كي تنقذ نتنياهو من التهم الموجهة إليه بالفساد، والرشوة، وتنفذ دونالد ترامب أيضًا من التهم الموجهة بالفساد في الولايات المتحدة.

البعض هناك في إسرائيل يستهزئ ويقول إن الرئيس الإسرائيلي ينقصه أن يطلب من عرب 48، الذين يشغلون مقاعد في الكنيست تشكيل الحكومة الجديدة!

 

-إذًا هل استمرار الأزمة السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية في صالح الفلسطينيين أم ضدهم؟

بالطبع ليس في صالح الفلسطينيين، لأن كل هذا يعطل قضية تسوية الصراع، فإسرائيل تلتهم المزيد من الأراضي وتحاول تغيير التركيبة الجغرافية فتقوم بعمل أنفاق ومستوطنات.

كما إن استمرار أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية تعطي إسرائيل الذريعة في أنها ترجئ مفاوضات السلام، حتى إذا دخلت في مفاوضات السلام تكون أشد عنادًا.

 

-في الفترة المقبلة ينتظر أن تجري فلسطين انتخابات.. كيف يمكن أن تسهم هذه الانتخابات بصورة إيجابية في المشهد السياسي الفلسطيني؟

أنا أطالب الفلسطينيين بالعودة إلى اللحمة الوطنية وبإزالة الفرقة بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتي تعطي إسرائيل ذريعةً للحديث عن عدم وجود أطراف فلسطينية تتفاوض معها. والانتخابات ستكون وسيلة لذلك.

 

-في الختام.. كيف ترى مواقف الرئيس الأمريكي ترامب وتأثيرها على عملية السلام المحتملة؟

تصرفات الرئيس ترامب، والتي كانت آخرها إضفاء الشرعية على المستوطنات تمثل عقبة كبيرة لقبول "صفقة القرن". فمن سيوافق إذًا على تلك الصفقة من قبل الفلسطينيين في ظل الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل.