أصدر البنك المركزى ضوابط لإلزام البنوك باستخدام مستوى معين من الحماية، وذلك وفقا لزيادة استخدام المعاملات المالية عبر الإنترنت فى مصر بصفة خاصة، ولهذا تقوم عدد من شركات امن المعلومات بمناقشة البنوك المصرية لحماية التحويلات المالية عبر المحمول في ظل تصدر مصر قائمة دول المنطقة الأعلى تهديداً من الهجمات الفيروسية خلال الربع الأول من 2015.  وأشار محمد أمين حسبينى، باحث أمنى أول بفريق البحث العالمى بشركة » كاسبرسكى لاب « فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا،خلال مؤتمر امن المعلومات والذي عقد في مدينة لشبونة عاصمة البرتغال هذا الشهر ،بإن الحركة المعلوماتية فى مصر تشهد تزايداً مستمراً، نتيجة ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت، وهو ما وجه العملاء لإتمام المعاملات المالية إلكترونياً، والتى فرضت بدورها مشاركة المعلومات والبيانات من خلال شبكة الإنترنت، مما يستدعى ضرورة حمايتها بجودة عالية.  وقال حسبينى إن شركته تقوم بمناقشة البنوك بصفة مستمرة عن كيفية حماية تحويلات الأموال عبر المحمول فى جميع دول الشرق الاوسط لضمان المرور من التحويلات المالية، ولدى الشركة حلول أمنية لحماية الاموال التى يتم مرورها عبر المحمول أو الاجهزة الاخرى، ويتم توفيرها للبنوك، فقد بلغ عدد الهجمات الفيروسية عام 1994 فيروس واحد كل ساعة، ووصل إلى فيروس لكل دقيقة عام 2006، وعام 2011 قفز إلى هجمة فيروسية كل ثانية، وارتفعت إلى 350 ألف هجمة فيروسية يومياً عام 2015، وهو ما يشير إلى سرعة تطور الهجمات الفيروسية وانتشارها.  أضاف، «عدد كبير من الهجمات استهدفت منطقة الشرق الأوسط، ومنها مصر فى ضوء التغييرات السياسية والاقتصادية خلال السنوات الماضية، وآخر هذه الهجمات عملية «صقور الصحراء» التى تعتبر من أقوى الهجمات الإلكترونية الأخيرة،” واستهدفت حكومات وبنوك ونشطاء سياسيين وجهات اعلامية واوضح ان عملية «صقور الصحراء» استغلت عدم الاستقرار السياسى بالمنطقة العربية السنوات الثلاث الماضية، وسعت لتنظيم هجمات فيروسية على نطاق واسع بمنطقة الشرق الاوسط وتعد مصر من ابرز الدول التى تم مهاجمتها، مشيراً إلى ان المهاجمين تسببوا فى أكبر تهديد إلكترونى بمنطقة الشرق الأوسط.  وأضاف أن « كاسبرسكى لاب » اكتشفت أن مصدر العملية من العرب وكانت تقوم بخطوات معقدة بهدف جمع المعلومات والبيانات وتم مواجهتها عبر برامج الشركة والسيطرة عليها، مبيناً ان عدد الضحايا لهذه العملية بلغ 3 آلاف ضحية توزعوا مابين القطاع الإعلامى والحكومات والسياسيين.  وتوقعت « كاسبرسكى لاب » الهجمات الفيروسية التى هاجمت منطقة الشرق الاوسط بسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية قبل 5 سنوات، فيما استعدت الشركة لها عبر تطوير التكنولوجيا وانتاج برامج حماية على مستوى عالٍ من الكفاءة .  وتسعى الحكومة المصرية حالياً لإصدار قانون لتنظيم تداول المعلومات وحماية البيانات فى مصر بخلاف قانون لتنظيم التجارة الإلكترونية فى مصر، كما أصدر رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى قراراً بتشكيل لجنة تضم عدة وزارات لحماية الأمن السيبرانى.  وأشار إلى أن  «كاسبرسكى لاب» تعد استراتيجيتها الجديدة على حماية المعلومات والأموال التى سيتم مرورها عبر النظم الالكترونية سواء من خلال تكنولوجيا الطاقة أو المياه أو المرور أو الصحة، مؤكداً ان الموضوع اصبح اكبر من المعلومات الشخصية، كما ان هذه القطاعات مازالت ارض خصبة للمهاجمين الكترونياً.  قال حسبينى إن الشبكات المحلية تعتبر المصدر الاساسى للهجمات الفيروسية فى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وتعد مصر أعلى دول المنطقة من حيث المستخدمين المتضررين إلكترونياً عبر الشبكات المحلية بنسبة %50.5 من إجمالى المستخدمين لبرامج كاسبرسكى، وتليها قطر %46 والمملكة العربية السعودية %45.8، وتركيا %44.6، ولا تستخدم الشبكات المحلية الإنترنت فى اى معاملات، وانما تتم من خلال الاجهزة المتصلة ببعضها دون انترنت سواء من خلال استخدام الفلاشات أو الأسطوانات المدمجة أو الهارد، بينما كانت قطر أعلى دول المنطقة من حيث المتضررين عبر شبكة الإنترنت بنسبة %31 وتليها الامارات بنسبة %29.  وبلغ عدد الهجمات الفيروسية عبر الانترنت 468 مليون هجمة على مستوى العالم الربع الاول من العام الجارى، فيما استحوذت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتركيا على 32 مليون هجمة وتزايدت فى الفترة الاخيرة البرامج الخبيثة المستهدفة للعمليات البنكية عبر الانترنت والتى تستهدف سرقة اسم المستخدم والباسورد واجراء تحويلات مالية وشراء باسم المستخدم، فى الوقت الذى توقعت « كاسبرسكى لاب » تضاعف الهجمات الفترة المقبلة مع زيادة استخدام العملاء للتعاملات المالية عبر الإنترنت.  ومن المقرر فتح حسابات بنكية لجميع الموظفين بالدولة قبل يوليو المقبل، وستقوم الحكومة بسداد المرتبات عبر الحسابات البنكية وذلك وفقاً لخطة وزارة المالية العام المالى المقبل، وهو ما سيؤدى إلى زيادة نشاط حماية امن المعلومات فى مصر