بسم الله

فلسفة التغيير

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

ينشغل الناس بما يتردد عن تعديل وزارى مرتقب، وقد تناول البعض أسماء محددة تخرج من التشكيل الحالى لمجلس الوزراء، واقترحوا أسماء جديدة من خيالهم، ومن إيعازات المشتاقين الآخرين، وتجرأ البعض فحدد من يبقى من الوزراء الحاليين، هى آفة قديمة تحولت إلى فوبيا أصابت كل الناس، يستفيد منها أعداء الوطن من مروجى الشائعات، والذين يملكون كتائب إليكترونية تنتشر حول العالم لضرب استقرار مصر وأمنها، خاصة بعد نجاحها فى تحقيق طفرة فى السياحة، وجذبت إليها العديد من المؤتمرات الدولية والفعاليات والأنشطة، ومن بينها بطولات قارية وعالمية مهمة كبطولة الأمم الأفريقية تحت ٢٣ سنة، والتى توجت بها مصر.
وبعيدا عن أطروحات الأسماء المتداولة، وغير المتداولة عن التشكيل الوزارى المرتقب، فقد لفت نظرى ما كتبه الصديق الأستاذ الدكتور نور ندا أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية حول الكيفية والفلسفة والمضمون للتغيير، يقول: أثبتت تجربة رئاسة مجلس الوزراء للمهندسين فى المراحل السابقة (إبراهيم محلب / شريف إسماعيل / ومصطفى مدبولى) قدرة المهندسين على البناء والتعمير والإنجاز المادى والكمى، أما بناء المؤسسات والنظم والسياسات والإجراءات وتحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير الخدمات الأساسية والتعليم والصحة وتحقيق المشاركة المجتمعية فهو شيء مختلف تماما ويحتاج خبرات ومؤهلات مختلفة، تمتلك مصر من هذه الكوادر الكثير.
أولا الملحوظة ذكية، وتحتاج إلى اهتمام من جانب صاحب القرار، سواء السيد الرئيس أو مجلس النواب، بالطبع هناك آراء مختلفة، لكنها تصب فى صالح الوطن ومستقبله، هناك من يقول لابد من معايير للاختيار، وأنا أقول قبل المعايير هناك استراتيجية وأهداف محددة للدولة المصرية تحتاج إلى سياسات وخطط تنفيذية، هنا يأتى الاختيار للشخص القادر على تنفيذها، وهنا تلعب المعايير الدور الرئيسى فى الاختيار، وهناك رأى يقول إن الموضوع ليس الشهادة التى يحملها المسئول سواء هندسة أو طبا أو أستاذا جامعيا، إدارة أو اقتصادا أو غيره، المهم الرؤية السياسية، صحيح أيضا، لكننا نتحدث فى الأصل، وهو منهج اختيار وزراء ورئيس وزراء، وهل يكون سياسيا بالدرجة الأولى، أم منفذا جيدا، أم الكفاءة والجدارة فى التخصص الوزارى، أم هى كوتة للفئات المختلفة، أعتقد أنه من الخطأ أن نتجاهل معايير الكفاءة والجدارة والقدرة على الإنجاز، والقرب من الشعب وهذه أيضا فهم سياسى، ربنا يوفق فى اختيار الأصلح لخدمة مصر، ولا ننسى القاعدة الأم، وهى أن لكل مرحلة مهام ورجالا يتناسبون معها.
دعاء: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام.